رواية مهران كاملة
فينا اتكتب كتابها .. وبعدين .. ايه اللى هيحصل .. طبعا الفرح لازم يتأجل .. بس هل هنفضل نشتغل عندهم زى ما احنا .. ولا لأ .. ولو مشتغلناش هنصرف على نفسنا منين
نظرت ياسمين الى ريهام قائله
ربنا موجوده .. مش هيسبنا .. اطمنى يا ريهام .. ربنا قادر يبعتلنا الحل لكل مشاكلنا
فتحت ياسمين أحد الأدراج بجانبها وأخرجت مصحفا وفتحته وأسندت ظهرها الى الوسادة خلفها وبدأت فى القراءه .. رجعت ريهام بظهرها للخلف وأسندت رأسها على كتف أختها تستمع الى تلاوتها .
انتى خارجه
قالت ياسمن شارحه
أيوة .. هروح أشوف موضوع الصدقة الجارية اللى اتكلمنا عنه امبارح
آجى معاكى
لا يا حبيبتى مفيش داعى خليكي
خرجت ياسمين .. توجهت الى الطريق المؤدى للبوابة .. كان عمر يقف أمام البوابة يتحدث الى رجل داخل سيارته .. نظر الى ياسمين فتجاهلت نظراته .. أنهى عمر كلامه مع الرجل الذى انطلق بسيارته خارج المزرعة ثم توجه اليها يقطع طريقها قائلا
نظرت اليه .. يالله .. لكم تؤلمنى رؤيته .. وتذكرنى بكل ما أريد نسيانه .. أعاده سؤاله
راحه فين يا ياسمين .. قالت بهدوء
نازله المنصورة
تعملى ايه فى المنصورة
قالت بشئ من نفاذ الصبر
هشترى شوية حاجات
قال وهو يهم بالإنصراف
طيب ثوانى هجيب العربية وآجى
مفيش داعى .. أنا هروح لوحدى
نظر اليها بحنان قائلا
ازاى يعني أسيب مراتى تركب فى المواصلات وأنا موجود
خفق قلبه عندما سمعت منه كلمة مراتى .. تلك الكلمة التى تحاول أن تتناساها .. لكنها واقع .. وأمر مفروغ منه .. لم تعد تستطيع الهرب .. عاد عمر و أحضر سيارته أوقفها أمام ياسمين وفتح لها الباب .. شعرت بإحساس غريب .. هو مزيج من خوف وحيرة وتردد .. للمرة الأولى تركب سيارة رجل غريب بمفردها .. ذكرت نفسها .. ليس غريبا يا ياسمين .. بل هو زوجك .. زوجك الذى فرض عليك فرضا .. زوجك رغم أنفك .. اهربي منه فى عقلك كما تريدين .. لكنك لن تستطيعي الهرب من الواقع أبدا .
عايزه تروحى فين
عايزة أروح أى مكتبة اسلامية
قال بإستغراب
مكتبة اسلامية
أومأت برأسها فقال
ليه
قالت بهدوء
عايزة أشترى مصاحب عشان أحطها فى المسجد اللى فى القرية .. صدقة جارية لبابا وماما الله يرحمهم
شعر عمر بحنان جارف تجاهها .. لاحت ابتسامه على شفتيه .. ونظر الى يدها الموضوعة بجانبها على المقعد ..مد يده ليحتضن كفها .. فأزاحت يدها بسرعة .. وكتفت ذراعيها أما صدرها .. تضايق عمر .. لكنه أخفى ضيقه .. مراعاة لمشاعرها وللظروف التى تمر بها .. توقف أمام المكتبة .. نزل معها .. وواختارت ما تريد .. وعندما همت بفتح حقيبتها وجدت عمر يسبقها ويخرج محفظته .. فقالت بسرعة
نظر اليها عمر نظرة محذرة .. نظرة صارمة .. دون أن يتكلم .. كم اخافتها نظرته فألجمت لسانها .. يا لهاتين العينين .. هما قادرتان على غمرها بالحنان تارة .. وعلى اخافتها تارة أخرى .. دفع عمر المبلغ للرجل وحمل المصاحف ووضعها فى صندوق السيارة .. وتوجه الى باب ياسمين وفتحه لها .. ركبت ياسمين .. وركب عمر وانطلق فى طريقه .. ساد الصمت .. قطعته ياسمين وهى تخرج .. المال من حقيبتها وتعده .. ثم تعطيه له فى حده قائله بحزم
اتفضل
ألقى عمر نظرة على المال ثم عليها .. صمت للحظات بدون رد فعل .. ومازالت يدها ممدودة بالمال .. ثم .. أخذه منها ووضعه بإهمال على تابلوه السيارة .. نظرت أمامها .. قال عمر بهدوء لكن بحزم
تانى مرة لما أكون معاكى فى مكان .. أوعى تفتحى شنطتك وتحاولى انك تحاسبي .. أنا راجل مش شوال جوافة
قالت بهدوء
الحاجة دى بتاعتى وأنا اللي لازم أدفع تمنها
قال بحزم دون أن ينظر اليها
ده يبقى بينى وبينك .. مش أدام الناس
ثم نظر اليها قائلا
اتفقنا
نظر اليه .. تلاقت نظراتهما .. هى تحاول قراءة عينيه وهو يحاول قراءة عينيها .. أومأت برأسها ثم عادت لتنظر أمامها فسألها
عايزة تروحى مكان تانى
قالت بتردد
لو مش