سيدة سورية عندما أرادت شراء فروج القصة كامله
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
كانت تلك الأيام صعبة وقاسية على ليلى، وكل يوم كان تحديًا جديدًا لها ولعائلتها. لم يمر يوم واحد دون أن تمر بجانب محل اللحام وتتأمل الفروج الطازج المعروض. كان يبدو لذيذًا ولم يتوقف عقلها عن التفكير في مذاقه الشهي. تمنت لو يوم واحد فقط أن تتمكن من شراء فروج لعائلتها الجائعة.
وفي يوم ما، بينما كانت تعود إلى المنزل مع 15 ألف ليرة في جيبها، انتابها شعور ملح بالتفاؤل. قررت أن تنفق كل شيء على وجبة شهية لعائلتها. اشترت كيلو بطاطا بـ 2500 ليرة وبدأت تتجه نحو محل الفروج. كانت قلبها ينبض بالفرح والترقب، وكانت تبتسم لكل من مر بها في الشارع، حتى أن البعض اعتقد أنها مجنونة.
وفي طريقها إلى المحل، بدأت تتخيل الأطباق المختلفة التي يمكنها تحضيرها بهذا الفروج الساحر. طبق فروج بالمرقة والبطاطا وجنبه رز،
أم طبق فروج مسحب بالفرن وجنبه بطاطا مقلية؟ لكنها سرعان ما تذكرت أنه لا يوجد لديها زيت للقلي ولا رز في المنزل.
وصلت أخيرًا إلى المحل وبكل شموخ ووقار طلبت الفروج الذي كانت تتأمله لأيام. وضع البائع الفروج على الميزان وأخبرها أن السعر 35 ألف ليرة. في لحظة واحدة، تلاشى كل شيء - الفرح والتفاؤل والشموخ.
تذكرت ليلى حلقة مسلسل "بقعة ضوء" حول الفروج وكيف استغربوا عندما شاهدوا الحلقة لأول مرة وقالوا:
"أي معقول يعني مش قادرين يشتروا فروج؟".
الآن تعيش هي وعائلتها تلك القصة الحقيقية وأسوأ منها.
عادت ليلى واشترت كيلو لبن وكيلو بطاطا آخر وماجي. قررت أن تعد مفركة بطاطا لعائلتها. الحياة كانت صعبة وقاسية، لكن ليلى لم تستسلم وواصلت النضال من أجل أسرتها. كانت ملحمة حقيقية للأمل والصبر والتفاؤل في زمن الشدائد.
في يوم ما، أثناء قضاء ليلى بعض المشتريات، التقت بامرأة عجوز تعرفها منذ الصغر. كانت العجوز تبيع الخضروات والفواكه التي تزرعها في حديقتها الصغيرة. بعد أن سمعت بمشكلة ليلى مع الفروج، قررت مساعدتها على العثور على حل.
اقترحت العجوز على ليلى أن تبدأ في تربية دجاج في الفناء الخلفي لمنزلها. بهذا الطريقة، ستتمكن من توفير الفروج لعائلتها دون الحاجة إلى شراءه. ليلى أدركت أن هذا الحل يمكن أن يكون مفيدًا لعائلتها بالإضافة إلى أنه يوفر لها مهارة جديدة.