قصة حقيقيه حصلت بالفعل تقول صاحبة القصة
قصة حقيقيه حصلت بالفعل تقول صاحبة القصة :
بعد ليلة زواج زوجي
بعد عشر سنوات مِن المُحاولات اليائسة للإنجاب استسلمتُ لفكرة أنْ يتزوَّج زوجي بأخړى،
وعَدَني بأنّ قلبه لنْ يخفق إلّا لي، وأنَّ زواجه مِن أخړى مِن أجل أنْ يُنجب ابنًا يَحمل اسمه لا أكثر (كما جرتِ العادة في بلادنا) .
أُصِبْتُ بحالة مِن الچنون ليلتها، كنتُ أهذي كالمچنونة....
يا تُرى ماذا يفعل الآن؟
هل هو سعيد معها؟
سافر العروسان إلى بلدة على الشاطئ لقضاء شهر العسل ...
بينما بقيتُ أنا معَ والدتي وأهلي أبكي وأنوح وأدعو الله بالصبر. هو قدري كما قالوا لي… قدرٌ لا أملك أمامه سوى الصبر.
بعد أيّام قليلة عاد العريس مِن شهر عسله مَسرُورًا...أعطاني التعليمات الجديدة ليلة عندي وليلة عندها....
وبقِيتُ أنا وحيدة، أتنقّل بين بَيتي وبيت أهلي وصديقاتي، أشكو إهماله لي ۏعدم سؤاله عنِّي.
جلسْتُ معَ نفسي أُفكِّر...
هل هذه هي حياتي التي أرغب؟
هل سأقضي ما تبقّى مِن عمري على حافة الانتظار؟
هل هذا هو دوري في الحياة؟
محطّة هادئة يلجأُ لها عندما يُتعِبُه ضجيج الأولاد وأُمّهم.
هل خَلَقَني الله لهذا الغرض؟
أما مِن دَوْرٍ آخر لي في هذه الدنيا ؟
كنتُ قد وَرِثْتُ عن والدتي وجدّتي موهبة التطريز الفلاحيّ، لم يكُن يخلو رُكنٌ مِن أركان بيتي مِن مَشغولاتي المُتميِّزة.
دلَّتْني جارتي على سيّدة أعمال معروفة تنوي البَدْء في مشروع لتشغيل سيّدات البيوت في التطريز التراثيّ المعروف في بلدنا...
كانَتِ السيِّدة وهي مُغتربة ترغب ببَدْءِ مشروع رِبحيٍّ جديد مِن جهة ومساعدة الأُسَر المُتعفِّفة على الإنتاج والعمل مِن جهة أخړى،...
على أنْ تقوم هي بتسويق تلك المنتوجات في بلد إقامتها...
كانَتِ السيّدة بحاجة إلى مَن يُشرف على العمل والتطريز وشراء الموادّ الخامّ والتفصيل...
وهذا ما كُنتُ أُجيدُه وأبرع فيه.
عملتُ بجهد...
كنتُ أُطرِّز ليلًا وأُشرف على السيّدات نهارًا...أَقامَتِ السيّدة أوّل معرض لنا في الخارج وقد حاز على إعجاب الجميع،....
بدأتُ أجني مِن المال ما يَكفيني ويَزيد، ثلاث سنوات مرّت على بَدْءِ المشروع الذي أصبحتُ شريكة فيه بنسبة 40%.
أنا الآن أستعدُّ للسفر للإشراف على معرض كبير، كما أنّنا نُعِدُّ الآن لخَطِّ إنتاج جديد ندخُل به التطريز في صناعة الأثاث، وهذا ما يلزمه تدريب سأتلقّاه فَوْرَ وُصولي هناك، أنا سعيدةٌ جدًّا، لم أَعُدْ أبكي حظّي العاثر، ولم أَعُدْ أُفَكِّر سوى بمساعدة الآخرين وتطوير نفسي وإسعادها، فأنا أرى الحياة الآن مِن زاوية أكبر وأوسع.
أرادَ لي الله دَوْرًا آخر، مساعدة السيّدات الأرامل والمُطلّقات على توفير حياة كريمة لهنُّ ولأطفالهِنّ، أصبحَ لي الآن بدل الطفل عشرات الأطفال، أسأل عنهم وأُشرف على أحوالهم.
وأخيرًا تصالحْتُ معَ نفسي وأحبَبْتُها.
منقول........................انتهت............