رواية زوجة إبليس كاملة بقلم روزان مصطفى
رباب من إرتداء ملابسها ووقفت بالقرب من باب الشقة
خرجوا سويا من باب المنزل هو يسير في الأمام وهي وراؤه إقترب من المصعد الكهربائي وضغط الزر في إنتظاره
إنفتح باب المصعد أمامهم ليدخل هو وهي وراؤه
إنغلق الباب بعدما ضغط زر الأسفل
كان ينظر أمامه كالچثة الهامدة ولا يرمش حتى إنفتح باب المصعد وخرجوا منه سويا ساروا في الشارع بجانب بعضهم البعض وإنتظرت رباب أن يمسك يدها ك زوجته لكنه لم يفعل كان يسير في خط مستقيم وبثقة عالية من دون أن يتلفت حوله كأنه يحفظ عنوان مصلح الصنبور عن ظهر قلب
أرادت هي أن تقطع الصمت السائد بينهم ف قالت خليه يكشف كمان على الدوش ممكن يكون بايظ إتفقنا
هو ببرود لوي مش لؤي ..
رباب من حديث الناس المختلط لم تسمعه ف قالت مسمعتش بتقول إيه
هو بذات البرود بقول قربنا نوصل لكن في ريحة في الجو مضيقاني
حركت أنفها وهي تستنشق الهواء وتقول مفيش ريحة ولا حاجة دي ريحة بخور
عقد حاجبيه وهو يقول ريحته غريبة مش حلوة !
رباب بإبتسامة ريحته عاملة زي مسك المدينة المنورة ومكة ربنا يرزقنا زيارتهم
شعرت بحرارة شديدة مفاجئة وهي تسير بجانبه تقدمها هو بخطوات في ضيق تاركا إياها تنظر إليه بحزن وشرود
العامل حزينة أؤمر يا باشا
وقفت رباب وراؤه ف أكمل لوي حديثه وهو يقول في حنفية بايظة .. محتاجينك تصلحها
وضع العامل السېجار في طرف فمه وهو يقول هعدي عليك بكرة يا باشا بس إنت سيبلي العنوان
رباب بإعتراض لا مش هينفع بكره إحنا محتاجين نستعمل الحنفية وبعدين أنا معرفتش أغسل إيدي عملتها بوايبس ما تقوله حاجة يا لؤي
رفع عينيه علامة الملل من حديثها الذي يثير حنقه ف وجه حديثه للعامل قائلا أنا عاوزك إنهاردة مش بكرة
العامل معلش يا باشا مش هينفع إنت جايلي وأنا في إيدي شغل ناس مستنيينه يخلص و ..
أمسك بالقلم وكتب بخط إحترافي للغاية على الورقة عنوان المنزل حتى تظن عندما ترى خطه أنه كتبه على الحاسب الألي من شدة دقته
قال لوي ممتعضا دا عنواني خلص شغلك وتعالى بكرة
خرج من المتجر بقميصه الأسود وخرجت وراؤه رباب وهي تقول بإنبهار خطك روعة إتدربت كام سنة عليه
أجابها بملل ٤ سنين
رباب بهدوء عشان كدا طالع يجنن هتعلمهولي في يوم صح
لوي بملل يمكن ..
نظرت رباب لجسده المتناسق الرجولي وقالت تعرف إنك لو لبست قميص أبيض هيكون لايق عليك جدا
رباب بضحكة مش متخيلة شكلك بقميص أحمر بعتبر الأحمر وكدا للبنات بس
لوي بمجاراة لحديثها خلاص إبقي إلبسي إنتي أحمر
إبتسمت بخجل ظنا منها أنه يعدها بليلة رائعة بينهم اليوم ك زوجين
ما إن وصلوا ودخلوا الشقة غابت رباب في غرفتها نصف ساعة
خرجت بعدها وهي ترتدي قميص للنوم بلون أحمر وتضع على شفتيها ذات اللون
أقتربت منه وهي تقول بخجل سمعت كلامك حلو الأحمر عليا
ضحك هو لإنها فهمت حديثه على النحو الخاطيء لكنه وجد ملامحها تبهت ظنا منها أنه يسخر منها
أراد أن يصلح ذلك الخطأ ف إقترب منها وهو يمسك ذقنها الصغير بإصبعيه ويرفع رأسها إتجاهه ويقول إنتي جميلة .. في أي لون
إقتربت هي منه وهي تقف على أطراف اصابعها وهو ثابت لا يتحرك فقط يغمض عينيه
وبدون سابق إنذار حدث ما لم تتخيله رباب ..
يتبع..
وبدون سابق إنذار حدث ما لم تتخيله رباب !
كانت هناك حرارة منبعثة من جسده تشعرك للوهلة الأولى أنك تقف بالقرب من الموقد ..
لم تستطع رغم مفاجئتها بتلك السخونة المنبعثة منه أن تبعد لكنه وبمحض إرادته أبعد رأسه عنها وهو ينظر لها بطرف عينه لإنها قصيرة أقصر منه في الطول
بعد ما كانت تقف على أطراف أصابع قدميها .. وقفت مجددا على قدميها وهي تنظر له ب حيرة
ظل ثابتا ك عادته ولم يرمش له جفن ثم قال أنا مش جاهز حاليا مش جاهز أحول جوازنا لواقع
ضمت بيديها وتجمعت داخل مقلتيها الدموع وهي تنظر له لتعاتبه ببحة بكاء قائلة طب إتجوزتني ليه
وإيه اللي مش جاهز ليه بالظبط !
لم يجبها ظل ساكنا بدون حراك ينظر أمامه ف قالت وهي تركض لغرفتها مش مستنية منك رد أنا اللي غلطانة قللت نفسي
ثم دخلت لغرفتها وصفعت الباب خلفها بقسۏة إنحنت بجسدها على الفراش وهي تبكي لسوء حظها تبكي ثم تبكي حتى مال رأسها من كثرة البكاء وغفت
داخل حلم رباب
كانت ترتدي تنورة من اللون البني وقميص باللون الأبيض تجلس على أحد الكراسي في المكتبة وتحمل بين يديها طفل رضيع
جميع الجالسين في المكتبة كانوا في غاية الهدوء كلا منهم منصب على كتابه في صمت وكأن عقله يدور خارج مدار الواقع
كانت رباب تهز بيديها الطفل الرضيع حتى يظل غافيا وعلى مكتب الأمين الخاص بالمكتبة كان يجلس رجل قصير نصف أصلع يرتدي نظارة نظر على طرف أنفه وهو ينظر لهم من خلف نظارته يراقبهم رغم أنهم ك التماثيل وفجأة بدأ الطفل بين يديها ېصرخ ويبكي
حدق بها أمين المكتبة بنظرة مخيفة وهو يقول ششش شششش
نظرت رباب للطفل بقلة حيلة ثم بدأت تهزه بين يديها بقوة أكبر لم يصمت .. تقطعت الأوراق من الكتب بين يدي الجالسين وظلت معلقة في الهواء والساعة الخشبية القديمة على الحائط ذات العقارب السوداء ظلت العقارب تدور عكس إتجاه الساعة وبسرعة كبيرة حتى كادت أن تتكسر
وقف الجالسين في دائرة حول رباب وأعينهم السوداء على الرضيع
رباب پخوف عليه هسكته دلوقتي هيسكت .. هيسكت
هاااااااه
أفاقت من نومها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة شعرت برأسها يؤلمها ف أرادت أن تقوم لتغسل وجهها
خرجت من غرفتها وهي تنظر يمينا ويسارا حولها ثم إتجهت إلى دورة المياه وضعت يدها تحت الصنبور لتنهدر المياه فوق كف يدها
تذكرت أن الصنبور كان معطل ليلة الأمس وأنهم خرجوا سويا من المنزل حتى يصلحوه !
مالت بجسدها على الحوض ثم بدأت بغسل وجهها وما أن إعتدلت بجسدها ونظرت للمرآة حتى رأته يقف خلفها ف فزعت
لوي بنبرته الجادة دائما لسه واخد بالي إنك صحيتي الحنفية فضلت شغال عليها بعد ما نمتي وقدرت أصلحها .. ف شايف إن مفيش داعي للمصلح
نظرت له بوجهها المبتل وهي تلتقط أنفاسها ثم قالت كويس كنت محتاجة أغسل وشي
إلتقطت منشفتها التي علقتها في دورة المياة وجففت وجهها بهدوء وقفت أمام الثلاجة وفتحتها لم تجد شيئا تأكله
إستدارت بجسدها بإتجاه لوي لتقول هو إنت فطرت
نظر لها دون أن يرمش وهو يضع يده خلف ظهره لا
أغلقت الثلاجة لتقول طب