عام 1978.. عندما حاول اليابانيون بناء الهرم الرابع
تم الاتفاق مع الحكومة المصرية على أن يقوموا ببناء الهرم ومن ثم إزالته وتنظيف المنطقة بالكامل، وأعادتها على ما كانت عليه، وقاموا بوضع دراسات تحضيرية، مثل كم عامل يلزم لسحب مكعب حجري بوزن 4 طن؟ وحجم الزلاجات المستخدمة لنقل الأحجار؟ طريقة سحب الأحجار؟ وما هي الطريقة المتبعة لجعل مجموعة من العمال يسحبون حجر بهذا الحجم؟ فهل من الممكن أن يكون ذلك على إيقاع الطبول؟
كان الهدف هو بناء نموذج يبلغ ارتفاعه 65 قدمًا وعرضه 96 قدمًا، بنسبة تصغير لهرم خوفو الذي يبلغ ارتفاعه 482 قدمًا وقاعدة 756 قدمًا.
بداية العمل الشاق
أتى إلى مصر ساجوكي يوشيمورا بملابس المهندسين وخوذة بيضاء، وقام بجمع 100 عامل مصري، ولكن عندما بدأوا في البناء عرفوا أنه من المستحيل بناء هرم بارتفاع 20 متر بنظام المصاطب، وقرروا تخفيض ذلك إلى 10 أمتار فقط.
كانت الأحجار تجلب من محاجر طره، من الجهة الأخرى من النيل، وهي نفس الأحجار التي تم كساء الهرم بها، ولكنهم فوجئوا أن تقطيع الأحجار هي مهمة صعبة للغاية، ومكلفة في الوقت والمال، كما أنهم لم يستطيعوا أن ينقلوا الأحجار بطريقة الطفو فوق الألواح الخشبية كما فعل المصريون القدماء، فقاموا باستئجار بواخر كبيرة من أجل نقلها.
مشكلة جديدة
لم تكن تلك هي المشكلة الوحيدة التي قابلت البعثة اليابانية، فظهرت مشكلة أخرى، لأنه بعد وصول الأحجار إلى الضفة الأخرى، لم يستطع العمال أن يحركوا الحجارة سنتيمتر واحد، على الرغم من أنه كان يسحب كل حجر 50 عاملًا، واتضح أن العملية ليست بتلك السهولة التي تم تخيلها، فتم مد خط سكة حديد صغير من النيل إلى الموقع الذي يتم فيه بناء الهرم، حتى تمر به العربات الحديدية حاملة الأحجار. ولكن عند وصول الحجارة إلى مكان الهرم لم يستطع العمل رفع الحجارة ورصها، فاستعانوا بطائرة هليوكوبتر من أجل ضبط الحجارة في أماكنها. وصار العمال يقومون بتسوية الحجارة في أماكنها عن طريق انتظار أن تهبط بها الهليوكوبتر بالحبال.