رواية ودق قلبي لها كاتبة / شيماء سعيد ( ام فاطمة )
انت في الصفحة 26 من 26 صفحات
أنهار بتعجب...حضانة !!
زين...اه عشان أنا محضرلك مفاجأة حلوة بعدها.
يلا صحيهم وجهزيهم.
عقبال ما انا هروح احضر احلى فطار لملكة قلبى أنهار.
وهكذا مر الوقت.
وأخبرها زين ان تردى افضل ما لديها لحين عودته من حضانة أطفاله.
أنهار..يا ترى هياخدنى فين ده ؟
ممكن يكون هيفسحنى فى القناطر.
للتفاجىء عندما وجدته يتجه بها نحو المطار.
شهقت أنهار....ايه ده ؟
لا انا أخاف اركب الطيارة دى.
زين...هتخافى برده وانا معاكى.
لتبدء رحلة السعادة فى أرض شرم الشيخ.
ليقضوا احلى ايام عمرهم بها.
لتفتح أنهار عينيها فى صباح اجمل ليلة عاشتها مع زين كعروس وكأنها لأول مرة تتزوج،فكانت بين يديه كالطفلة التى يحتويها بحنانه وحبه.
لتراه بجانبها ينظر إليها بحب وشوق، يتأملها كأنه لأول مرة يراها.
فابتسمت على خجل ثم حاولت النهوض سريعا هربا منه،ولكنها تعثرت فسقطت على صدره.
فحاوطها بذراعيه، فحاولت التمنص منه والهرب.
زين...متحوليش خلاص، متصوريش انا اتمنيت اللحظة دى قد ايه.
فمتهربيش منى، فلم تجد أنهار مفر سوى أن تسكن على صدره ليذهب بها إلى عالمه الخاص الذى يصعب وصفه.
لتمر الايام سريعا وتعود حياة زين الطبيعية بعد عودتهم من تلك الرحلة.
حيث شجعته انهار إلى مواصلة عمله مثل ما كان فى الماضى.
حتى جاء اليوم الذى رآها ممدة على فراشها وعلى وجهها علامات الإرهاق والتعب.
وكأنها لم تغادر الفراش منذ أن تركها فى الصباح.
فأسرع إليها قلقا وقبل جبهتها قائلا...ايه مالك حبيبتى، تعبانة ولا ايه ؟
انزل اجيبلك دكتور حالا.
أراحت أنهار رأسها على صدره بخجل قائلة بصوت خافت....ملوش لزوم ماما سهير عملت الواجب وانا كنت لسه جاية حالا من الدكتور.
زين...بجد !
وقال ايه مالك طمنينى.
أنهار...مش أقولك ايه ؟
انا اصلا مش مصدقة.
زين..قولى قلقتينى.
أنهار...انا حااااااااامل يا زين.
فتهلل وجه زين وأخذ يقبلها فى سائر وجهها مرددا...بجد الف الف مبروك يا حبيبتى.
ثم قام عنها وسجد لله شكرا على عطياه.
أنهار...بس مكسوفة اوى، ازاى انا وتقى نعملها فى نفس الوقت.
ده المفروض انا اللى اقف جمبها فى وقت زى ده.
زين..متشليش هم أنتِ وخليكى فى نفسك.
وهى عندها جوزها عبد الرحمن ماشاء الله عليه.
بيساعدها وبيعملها كأنها بنته ولسوف فعلا الحب فى عينيه ليها.
وبحمد ربنا انى عينى شافتك أنتِ، عشان ربنا يكرمها بالشخص ده.
ابتسمت أنهار برضا مرددة...الحمد لله على جميل قدره.
زين...بس انا كمان حونين اوى على اميرة قلبى أنهار.
وام بنتى ان شاء الله.
أنهار بضحك....خلتها بنت،مهو ممكن يجى ولد.
زين...لا انا عايز بنت حلوة زى مادتها،كفاية جوز الشباب الصغير اللى مشاركنى فيكى.
انفجرت انهار من الضحك حتى دمعت عينيها قائلة....انت بتغير من ولادك يا زين.
زين بغيظ....اه بغير،ومش عايزك تحضنى حد فيهم تانى.
أنهار...لا مقدرش يا عم، واوعى كده عشان أنا عايزة انام.
بس استنى انا نفسى جاية على يوستنفندى.
فضرب زين على جبهته قائلا...وانا اجيبه منين ده ؟
ده احنا فى عز الصيف.
أنهار...معرفش اتصرف بقا ولا عايز البنت يطلع فى وشها يوستفندى.
زين...لا ودى تيجى.
انا هقوم اعمل كعب داير وادور عليه لغاية ما اجيبه.
........
لتمر الشهور بسلام كان فيها زين نعم الزوج المحب وعوض الله لأنهار بعد سنين من الحزن والحرمان.
حتى أتت اللحظة السعيدة.
وكانت فى البداية من نصيب تقى.
التى اتصلت بوالدتها.
تقى متألمة...ألحقينى يا ماما، انا بولد
أنهار بفزع...يا حبيبتى يا بنتى، انا جيالك حالا.
ثم أسرعت لارتداء ملابسها.
زين...هتروحى فين بس ببطنك دى، هو أنتِ قادرة تتحركى، ده أنتِ شبه البرميل بالظبط.
أنهار بغيظ...انا يا زين،ماشى.
مهو بسببك.
ده انا طول عمرى عود فرنساوى.
فضحك زين مرددا...خلاص بقا.
واقعدى أنتِ،وانا اللى هروح اطمن عليها.
أنهار...لا انا لازم اروح اطمن على بنتى.
زين...والله انا خايف تولدى جنبها من الخوف والقلق ده.
وبالفعل حدث ما كان يخشاه زين، فبينما تمسك أنهار بيد تقى لتخفف عنها ألام المخاض، فجائها الالم هى الآخرى.
فأخذت تصرخ.
ليسرع بهم الطبيب إلى غرفة العمليات.
والاثنين يصرخون بقولهم ( حسبى الله ونعم الوكيل فى الرجالة، هما السبب ).
فضحك الجميع عليهم.
وكانت هناك فى زوايا الغرفة من تدلت دموعها على وجنتيها، ولاحظ ذلك رفيق روحها محمد.
فذهب إليها وقبل يدها.
زينب...كان نفسى افرحك زيهم يا محمد، بس اعمل ايه ؟
بس لو اتأخرت عن كده كمان، انا بقولك اتجوز.
محمد...أنتِ مجنونة يا بنتى، اتجوز مين ؟
هو انا ملاحق عليكى.
ده انتِ بأربعة مش واحدة بس.
وكمان انا مش محتاج عيال،كفاية عليا غلستك.
أنتِ مش مراتى وحبيبتى بس يا زوزو، أنتِ كمان بنتى اللى بخاف عليها ومقدرش ابعد عنها.
وانا واثق من رحمة ربنا أنه هيكرمنا بس بالصبر والدعاء
قولى ورايا ( اللهم لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين )
فرددت زينب بيقين الدعاء على أمل أن يرزقهم الله قريبا بالذرية الصالحة.
ثم جففت دموعها عندما وجدت الممرضة.
تخرج بالطفلين.
ابنة زين من أنهار وقد أطلق عليها اسم ( شهد )
وابن عبد الرحمن من تقى وأطلق عليه اسم ( آدم ).
فضمتهم زينب إلى صدرها.
ودعت الله أن ينبتهم نباتا حسنا،وان يرزقها هى وكل مشتاق بالذرية الصالحة.
........
وبعد مرور خمس سنوات.
شهد الصغيرة....انا مش بحبك يا أنهار.
أنهار..ليه كده يا شهودة، ده انا ماما حبيبتك.
شهد..أنتِ بتحبى سالم وسليم اكتر منى.
وبتديهم الحجات الحلوة اكتر منى.
أنهار...أنتِ حبيبتى وهما حبايبى عشان دول جنتى يا شهد.
لكن أنتِ صبر السنين وحلاوة دنيتى كلها.
ثم ضمتها إلى صدرها، وأخرجت لها الشيكولاتة ففرحت الصغيرة وطبعت قبلة على وجنتيها.
ودلف محمد إلى شقته وأخذ ينادى
زينب زوزو حبيبة قلبى ولكنها لم تستجب.
محمد...فين البنت دى.
شكلها عاملة مقلب فيه تانى،ما انا عرفها مش بتحرم.
ولكنه سمع صوت بكاء خارج من المرحاض.
ففزع وفتح الباب.
فوجدها ممسكة باختبار الحمل.
وعندما وجدت محمد تعلقت بعنقه قائلة ببكاء شديد....انا مش مصدقة، شوف كده وقولى أنهم شرطتيين بجد ولا انا متيهألى يا محمد.
انا بجد حاااااامل
انا مش مصدقة.
فاخرجها محمد من المرحاض ونظر لأختبار الحمل، لوحدهم بالفعل شرطتين.
فقال...اللهم اكبر ولله الحمد.
حامل يا زوزو، ثم حملها بين يديه كالاطفال وطبع قبلة على جبينها برفق ثم وضعها على الفراش وقبل يديها.
قائلا...شوفتى انا كان قلبى حاسس ان ربنا هيكرمنا فى يوم من الايام.
ثم تركها وسجد لله شكرا.
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم ارزق كل مشتاق الذرية الصالحة وأنعم على كل بيوت المسلمين بالحب والبركة والهدى والعفاف والغنى.
واجعلنا ممكن نظرت له فرحمته واجعلنا ممن يدخلون
الجنة بدون حساب ولا سابقة عذاب.
وهنا وصلنا لنهاية قصتنا القصيرة
( ودق قلبى لها 💖)