الغابه المسحوره
اعتادت عيناه الحياة في الظلام بالريف فلم يخف ونظر حوله فرأى باب في آخر المغارة من بعيد فاتجه إلى ذلك الباب وفتحه فوجد هناك رجلا يلبس كما يلبس الأمراء ويجلس ظهره إلى الباب وهو ينظر في صندوق وضع أمامه على المنضدة الطرابيزة. لم يلحظ الرجل نبيل ولم يره. وقد اعتقد نبيل أن هذا هو الساحر عينه فوقف ساكنا لا يتحرك وسمعه يردد الكلمات الآتية ثلاث مرات أت سرب أت سرب أت سرب. ثم رأى الرجل نفسه بعد مدة قصيرة قد تحول إلى قزم كبير السن نحيف الجسم. أقفل القزم الصندوق الذي على المنضدة ثم وقف فرأى نبيلا وقابل نبيل الساحر الشرير وجها لوجه بكل شجاعة. ذهب الساحر إلى الصندوق ليفتحه ويخرج منه المرآة السحرية فوجده مقفلا. وكان مفتاح القفل معلقا بخيط حول رقبته. وحينما فتح الصندوق بالمفتاح وأخرج المرآة منه تذكر نبيل ما قالته القطة البيضاء عن المرآة السحرية التي في الصندوق. وقد فكر الساحر في أن يجعل نبيل ينظر في المرآة ليحوله إلى صورة أخرى ويتحكم فيه ويسيطر عليه. عرف نبيل ذلك جيدا ولم يخطف المرآة منه خوفا من أن تكسر وهو يريد أن يحصل عليها بكل وسيلة ليحول القطة البيضاء إلى صورتها الأولى وينجيها من الاستعباد ويعيد إليها الحرية.
رقبته وأخذ المفتاح منه ڠصبا فتحول القزم الشرير في الحال إلى ضفدعة قبيحة المنظر وأخذت تزحف على أرض المغارة. كتب نبيل الكلمات السحرية حتى يتذكرها ولا ينساها ووضع المرآة في الصندوق المعدني ثم أغلق غطاءه فسمع الطائر الذي فوق رأسه يغني غناء عذبا بصوت جميل. وبعد أن انتهى الطائر من غنائه نظر إليه نبيل وسأله من أنت أيها المخلوق العذب الصوت أعتقد أنك من سيئي الحظ الذين أساء إليهم الساحر الشرير بسحره.
نزل الطائر المغنى من فوق الشجرة ووقف على المنضدة التي وقف نبيل بجانبها وأخذ يخبره حكايته ويقول منذ سنوات طويلة كنت فتاة من الفتيات
الجميلات. وأسمى لطيفة. وكنت أغنى كثيرا