ظننته لصاً
الخلف امسك بذراعه وانا أوبخه من يحسب نفسه وكيف سمحت له ان يتعدى على حرمة الناس. دون إذنهم.. فاستغربت من هدوء ذلك الفتى وهو يبتسم وينظر لي بإستخفاف. مما زاد من إستفزازي وڠضبي منه.
فطلبت منه ان يحدثني كرجل بدلا انه يخفي وجهه كالنساء. ويبعد اللثام عن وجهه. ونصحته ان يعيد ماسرقه. وإلا سأصرخ وانادي على الحراس ليمسكوه. ويسجوه بالسجن.. فتعالت ضحكات الفتى حتى كادت ان تضيق انفاسه . فازاح اللثام حقا عن وجهه. فاندهشت مما رأيته. لم اظن قط ان اللصوص بهذه الوسامة. فتلعثم لساني عن الكلام. وغاب الصوت الخشن بتهديده ووعيده. ولم اجد نفسي حينها إلا ونحن محاطان بحراس كثر وهم ينحنون للشاب فردا فردا وهم يرددون سيدي لقد خفنا عليك.. فانزعج الشاب. واخبرني إن أعجبني بإكتشاف امره... طأطأت رأسي اثناءها واحسست بالاسف نحوه. واردت ان اعتذر له. ولكنه لم يمنح لي الفرصة. فغادر والحراس تتبعه. وإثنان منهم سبقاه. وكأنه وضع بالفعل في سجن تنفيذي على الهواء.. ولكن لحظة.. لماذا نادوه بسيدي. مالذي يحدث بحق السماء
وكما توقعت. كانت الغرفة لاتليق ان يعيش فيها الجرذان. فما بالك بإنسان. الرائحة كريهة جدا . واغراضها كلها بالية و رثة. ولكن الجميل في الموضوع. ان مكان الفندق يقع في وسط غابة صغيرة. مليئة بالخضار ومجاري مياهها تنبع من بحيرات ووديان خلابة تعيد الروح من غربتها.
هذا أنت
اهذه انت!
سألته لحظتها كيف فر ثانية من كل ذلك الحرس فأجابني ببرود كعادته انه فعل ذلك بسهولة كسابقتها. كان ينظر إلى بعيد في الفراغ وهو يسألني لما فتاة شابة مثلي تجول المكان بمفردها دون خوف.. فما كان ردي سوى إن كان قصده عن الحيوانات المفترسة فهي لاتخيفني قدر مايخيفني غدر الإنسان.. فتبسم الفتى وصمت قليلا. ثم اردف يقول انه يظهر علي انني عشت حياة قاسېة حتى تنحى الخۏف من قلبي.. وصمتي حينها كان ردا صريحا عن إستعلامه وتكهناته.. فتمم بكلامه المبهم.. بأننا نعيش ڠصبا عنا عما نحلم به ونتمناه. وكأننا نساق لنيل رضا غيرنا. وانفسنا تنتظر حتى ترى منا