الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

غيوم ومطر بقلم داليا الكومى كامله

انت في الصفحة 28 من 62 صفحات

موقع أيام نيوز

ضړبت الأرض پغضب مثل الاطفال عندما لم تقتنع بأي من ملابسها ليتها تشعر بالصفاء مثلها ...دقة القلب الاولي عند اول لقاء ..اول نظرة .. للاسف عمر حاول أن يهبها اكثر من ذلك لكنها كانت كالحائط السد ضيعت فرصتها بالاستمتاع 
لقد اضاعت مشاعر رائعة في الكبر واضاعت سنوات اكثر في الغباء وهاهى تعض اناملها من الندم ...اوصلت رشا إلي عمر المنتظر عند مدخل الكافيه ...وجهت له نظرة تحذيرية تعلم جيدا أنه لا يحتاج إليها لكنها مضطرة... منزل عمر لا يبعد اكثر من بضعة امتار لكنها شعرت وكأنها مشت اميال وهى تجر خطاها وتجاهد كى تصل ..كلما اقتربت اكثر كلما شعرت بخفقان رهيب لو كانت تدرك كم كانت سعيدة في هذا المكان لما تركته ابدا ... لم يتغير أي شيء ..نفس اناقة ونظافة البناية .. 
نفس حارس البناية الذي حياها بإندهاش ...صعدت الي طابقهم برهبة واخرجت مفتاح الشقة من حقيبتها ...يداها المرتعشة فشلت مرات عدة في ايجاد ثقب المفتاح قبل أن تنجح في ادخاله اخيرا .. لدهشتها لم يتغير شيء البتة في الشقة ...كانت كما تركتها بل
و

المكان كان يبدو عليه النظافة الشديدة والاهتمام... نظافة المكان تدل علي انه ينظف بصورة دورية ويلقي الاهتمام اللازم..
كانت تري عمر يبتسم في كل ركن .. كيف لم تدرك انها عاشت اكثر من سنتين في الجنة انها الآن تري الجنة واضحة بعد ان انقشع الضباب الذي كان يغشي عيونها ويمنعها من الاستمتاع بالحب ...تجولت في الشقة وهى تبكى ..طوال اقامتها هنا لم يبكيها عمر يوما سوى يوم طلاقهما المرير.. علي هذه الاريكة بالذات امام التلفاز اسمعها عمر احلي عبارات الغزل والهيام .. تناست سبب قدومها الاساسي واخذت
تلمس كل شبر من الجدران لتتذكر ملمسها ..في غرفة نومهما السابقة عيناها جالت علي الفراش الضخم الذي جمعهمها سابقا .. فتحت الخزانة لتري جميع ملابسها معلقة بنظام في اماكنها ...كل شيء كما تركته تماما بلا ذرة واحدة من الغبار ...بعد طلاقهما والدتها جمعت حقيبتين بالملابس والباقي ظل كما هو لم يتخلص منه عمر ...حتى زجاجة عطرها المستعمل مازالت تتربع في مكانها علي طاولة الزينة .. شعرت كأن يد عصرت قلبها بقوة عندما وقعت عيناها علي صورة زفافهما الكبيرة التى اصر عمر علي وضعها علي الجدار في مواجهة الفراش يومها ارادت أن تختفي ولا تسمح للمصور بتصويرها واليوم تتمنى لو انه اخذ الف صورة يومها ...
استمرت لحظة اطول في تلك الغرفة ...هربت تبحث عن الهواء الذي وكأنه شفط فجأة وتركها مخټنقة ... 
طاولة السفرة كانت ابعد مكان استاطعت الوصول اليه قبل اڼهيارها جالسة علي احد مقاعدها الانيقة...قبل 7 سنوات عمر اصر علي اختيار الافضل وقد اثبت تميزه فعلا فالاثاث كان كأنه خرج من معرضه للتو ...
تذكرت عمر اثناء طعاهما عندما كان يغازلها ...في ايام زواجهما الاولي عندما كانت اكثر حرية وكانت تسمح له بالتعبير ...كلماته تردد في اذنيها فريده انا بحبك وهعيش عمري كله احبك ... 
انها تدفع الثمن بقسۏة ..لماذا يقسو الجميع عليها الآن.. الم تقسي هى علي نفسها بالنيابة عن الجميع .... الم يضع أي احد في اعتباره انها كانت تريد اسعاد الجميع علي حساب نفسها حتى عمر نفسه ... العجيب في الامر انهم لم يقسون عليها طوال اربعة سنوات ماضية وبدؤا فقط في ايلامها منذ خطوبة عمر كأنهم انتبهوا فجأة إلي انها اصبحت مطلقة ... حتى عندما ارادت الهرب بعيدا جدتها اعلنت بصرامة انها لن تسمح لها بالرحيل الا وهى متزوجه وكأنها عار عليهم يرغبون في اخفائه ...ضجة عند باب الشقة جعلتها ترفع رأسها بفزع لتشاهد عمر يقف متصلب وعندما شاهد الدموع في عينيها كان بقربها في لحظات وسألها باهتمام قلق ...
فريده انتى كويسه ... انتى تعبانه .. 
صدمة رؤيته اوقفت قلبها عن العمل ..وعندما عاد ليعمل من جديد كان يدق پجنون وكأنها اخر مرة يعمل فيها .... لكن ماذا يفعل عمر هنا علي أي حال ... هل كان يعلم بوجودها هنا ... 
هزت رأسها بالنفي ...جففت دموعها بظهر يدها والتزمت الصمت ماذا عساها ستقول لكنها دهشت من اهتمامه ...لأول مرة منذ عودته لم يكن يهاجمها بل وأيضا لم يكن بارد ولا مبالي ...لأول مرة تلحظ اهتمامه القلق سؤاله لم يكن واجب ثقيل أو تهكم ...لكنه كان نابع من القلب ... عاد ليقول ...
عملتى التحاليل اللازمه عشان تطمنى علي موضوع الكلي .. يا الله ماذا فعل محمد بالظبط ... 
اجابته بثبات ...
ما فيش داعى انا كويسه 
نهرها بعصبية ...
يعنى ايه ما فيش داعى ...العناد والغباء ليهم حدود ... رفعت عينين باكيتين إليه ...لأول مرة تلتقى نظراتهم مباشرة من بعد صدمة النظرة الاولي يوم زفاف اسيل ... يومها عندما التقت نظراتهما شعرت كأنه لم يتعرف اليها من الفراغ الذى رمقها به اما الان فنظرته كانت مختلفة....
ما فيش عناد ابدا لكن انا فعلا صحتى كويسه ومحمد زودها شويه من قلقه
سألها بتحفظ ...
متأكده ... 
اطرقت برأسها أرضا وقالت ...
ايوه 
لهجته تبدلت للوقاحة مجددا وهو يسألها بعجرفة ...
بتعملي ايه هنا ...
ياللاحراج ...انه اكتشفها في منزله ولم يكن لديه فكرة عن حضورها ..هى فهمت من جدتها انه مقيم في نفس الفندق الذى تقيم فيه نوف وأن الشقة فارغه ... وها قد وجدها عمر في شقته لقد امسكها بالجرم المشهود... تلعثمت وهى تجيبه ...
طلبوا منى ...يعنى ماما و...قاطعها بسخرية ...
طلبوا ايه ... 
اطرقت رأسها ارضا ولم تجيب ... 
سحب مقعدا للخلف بعيدا عن الطاولة وجلس عليه بتوتر ...انها الصدفة القاټلة كلاهما اختار نفس مقعده المفضل كما في السابق ...تخيلت انهما في موعد وانه يدعوها للعشاء كما في الايام الخوالي ...لكنها عادت إلي الواقع عندما دققت النظر
في

الطاولة الخالية أمامها ...
الجو مشحون بالتوتر والموقف اكبر من احتمالها الآن ...هما بمفردهما في مكان مغلق ...في الماضي عمر كان يتحين تلك الفرص ليريها حبه الفياض أما الآن فهو يعاملها كغريبة عنه ... 
كانت اقصى امنياته أن يأخذها بين ذراعيه ليتنشق انفاسها والآن اقصى امنياتها أن يعاملها فقط بود وينسي كراهيته لها فهى سترضى أن تظل حتى مجرد صديقة أو قريبة طالما يعاملها بود لكن لا هى تكذب هى لا تريد أن تكون صديقته انها تريد أن تكون حبيبته كما اعتادت أن تكون ... 
وجودها في منزله بدون أن تكون زوجته كان قاسېا جدا علي كليهما حتى انها كانت شبه اكيده ان عمر بدأ في التاثر بشدة هو الاخر.. كان مختلف عن جميع المرات السابقة التى تقابلوا فيها من بعد عودته ...
كان مرتبك وفقد قناعه الجليدى الذى كان يضعه.. دموعها كانت تتلألا علي وجهها مثل حبات اللؤلؤ ولا اراديا أيضا مد يده ومسح تلك الدموع ... 
تخشبت كانت تخشي الحركة او حتى النفس كى لا تضيع تلك اللحظة الساحرة ربما لو تحركت فسيستعيد عمر سيطرته علي نفسه ويتذكر من هى ... 
هى كانت تعلم جيدا انه لا يحق له لمسها لكن عقلها الباطن
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 62 صفحات