رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
عايز ألم لحمه اللي هي بنته وعلشان مظلمكيش وأخدها منك قولت اتجوزك وتقعدي معاها
استنكرت حديثه باستياء وتطاولت عليه وهي تسبه بعصبية رافعة من صوتها علها تثبت له أنها قوية
ت ايه.. تاخد مين مني أنت مچنون ولا ايه لأ بقولكم ايه مش علشان أنا دخلت عندكم في المكان القذر ده لوحدي تقولوا خلاص نقدر عليها
أكملت بجدية شديدة وهي تنظر إليه بتحدي وقوة
ابتسم بسخرية وجمود وهو ينظر إلى والدته بتهكم ثم إليها يسألها
وأنا ايه اللي يجبرني على كده
وضعت يدها الاثنين أمام صدرها ووقفت تحرك قدمها ناظرة إليه بحدة وشكوكها تلعب بداخل رأسها فتحدثت بلغز لعله ېخاف منها
كتير يجبرك.. كتير
ابتسم باتساع أكثر وأشرق وجهه ووصل إليه التعبير المناسب الذي أرادت أن توصله إليه فتحكم بالحديث قائلا
تحدته وعيناها تقابل عيناه المخيفة ولكنها حاولت الصمود لأجل أن تذهب من هنا هي وابنتها في أقرب وقت فقد كان يونس الوحيد على حق
هنمشي يا جبل بيه.. ومتقوليش أن كل ده علشان خاطر وعد لأن وعد دي أنت مسألتش عليها مرة واحدة من يوم يونس ما ماټ أنا مش غبية أنا فاهمه كل حاجه
اومال علشان ايه
قالت بجدية وكره ظهر له لأنها تفهمت جيدا ما الذي يريده ليس الفتاة الصغيرة ولا المال أنه لا يريد غيرها
أسأل عيونك وهي تقولك علشان ايه
أقترب خطوة ممسكا بذراعها يسحبها إليه فجعل وجهها مقابلا له ولفح وجهها بأنفاسه الذي كرهتها من المرة السابقة وهو يهددها مرة أخرى
استغربت هذا الاسم الذي يناديها به للمرة الثانية ولكنها تغاضت عن ذلك الأمر الآن وصړخت بوجهه غير مبالية بحديثه
ما تزعل ولا تتفلق
تحولت نبرته إلى الحدة والجمود وهو يضغط بيده على ذراعها ضاغطا على كل حرف يخرج من فمه بغلظة
ماهو زعلي ده هيطلع على اللي خلفوكي واحد واحد لحد ما يطلع عينك من مكانها وتتمني المۏت ومتلاقيش اللي يدهولك
اللي خلفوني ماتوا من زمان والمۏت ربنا اللي بيديه مش أنت يا جبل بيه يا كبير الجزيرة يا محامي.. مش محامي بردو
راقت له اللعبة واللاعبة عاند أكثر معها وجعلها ترى العناد كيف يكون وداخله الفرحة تزداد أكثر وأكثر لأنه يحب هذا النوع كثيرا.. شرسة للغاية ولكنه سيروضها وسيجعلها تخاف فقط عندما تلمح خياله
نظرت داخل عينيه وقالت
هنشوف هي مش بالقول
دفعها للخلف وهو يترك ذراعها فتراجعت خطوات أثر دفعته لها وأخفض عيناه على ذراعها الأبيض المرسوم عليه أصابع يده الغليظة باللون الأحمر والتي بدت تليق بها كثيرا.. ابتسم بشماته وسخرية ثم خرج من القصر تاركا إياها..
نظرت إليه وهو يذهب والډماء تغلي داخل عروقها لقد شعرت أنها على وشك وضع يدها الاثنين حول عنقه وخنقه إلى أن تزهق روحه يا له من إنسان وضيع قذر لا يفكر في شيء إلا نفسه.. ولكنها لن تستسلم لهم بهذه السهولة..
نظرت إلى وجيدة بغيظ وغل ناحيتها ولم تريد التحدث معها ولو بكلمة واحدة توجهت إلى الخارج وتركتها جالسة تنظر إليها بغرابة.. وكانت في تلك اللحظات وجيدة في أسعد لحظات حياتها لأن ولدها فكر بها كزوجة وأتضح هذا أمامها.. وبما أن هذا حدث فهي لن ترحل من هنا أبدا وستكون زوجته قريبا وفي أسرع وقت..
ذهبت زينة إلى الخارج وقفت في حديقة القصر تنظر إليه وإلى البوابة والحراس المتواجدين بكل مكان.. ليس أمامها إلا حل واحد ستفعله ولو كان المۏت يدق بابها لن تصمت إلا عندما تأخذ حقها منه وترحل وتتركهم جميعا..
وهذا لن يحدث إلا إذا تأكدت من شكوكها ناحيته وفي هذه اللحظات تتمنى أن يكون كل ما فكرت به صحيح ويصبح أخطر مما رأت لتفعل به ما يحلو لها ولتريه كيف يكون ڠضب إمرأة مثلها..
ذهبت إلى البوابة الخارجة وطلبت من الحارس أن يفتح لها لتخرج وهو لم يكن لديه أوامر بمنعها من الخروج ففتح لها البوابة وخرجت منها سريعا قبل أن يرصدها أحدا من القصر..
رأته وهو يسير مبتعدا إلى الأمام على خط طول القصر سيره يوازي خط الترعة المتواجدة أمامهم بقيت واقفة قليلا إلى أن أبتعد بمسافة كافية لتجعلها تسير خلفه دون أن يراها كان الجو بارد قليلا والهواء يداعب خصلات شعرها السوداء المتناثرة على جانبي