رواية لهيب الهوى بقلم شيماء الجندي
-أوعدك مش هتتكرر تاني … مجرد مااتأكد من اللي حصل كل حاجة هتنتهي وإنتي هتساعديني في ده !!
نظرت له باندهاش تعقد حاجبيها برقة قائلة:
-أنا !! إزاي !!!
تنهد محاولا تجميع كلماته بعناية ثم قبلها بلطف أعلى شفتيها وقال:
-مش إنتي بتثقي فيا !
أومأت بالموافقة على الفور لينظر لها بابتسامة واسعة قائلًا:
-أنا الفترة اللي جاية مش محتاج فيها غير ثقتك دي يارنيم وأوعدك هخلص كل حاجة وأقفل كل الدفاتر القديمة ونبدأ مع بعض حياة جديدة بعيدة عن كل ده !
عقدت حاجبيها بقلق تردد بتوتر بالغ:
-فترة أيه !!وهتعمل أيه يا أيهم..كفايه كده أنا مبقتش مستحملة !!
سار بأصابعه أعلى وجهها يقول بهدوء علها تطمئن:
-رنيم مفيش داعي للقلق ده.. الحادثة كانت مدبرة وده كان واضح وأنا مش ممكن أسكت واتفرج علي اللي عمل كده لازم أربيه ….
أقلقتها أكثر نظراته التي تحولت إلى الوحشية حين ذكر مهاجموه …. ذكرها بابن عمها…. يريد الانتقام … هل يريد أن يكون شبيه لابن عمهاا … انسلتت من أحضانه تمسك قميصه الملقى بجانبها ترتديه بأصابع مرتعشة وهي تقول بوجل:
– عاوز تنتقم يعني …. !!!
عقد حاجبيها يعتدل بغضب مزمجرا بها حين فهم مدى خوفها:
-اسمها آخد حقي.. أظن ده أقل شيء عاوزاني أسيب اللي عمل فيا كده …!!
لم تجيبه فقد سيطر عليها الرعب … هو يحاول بشتى الطرق ليبعدها عنه …. تخشى فقدانه وها هو يغامر بنفسه مرة أخرى … لن تطيعه أبدا بذلك ….. أغضبه صمتها ليهب واقفا جاذبا ذراعها ينظر إليها وأعينه تموج بغضبه وقد سيطر عليه نوبه انفعال شديدة يشدد من قبضته فوق ذراعها صائحا بها بعد أن رأى ذلك الرعب بأعينها:
-ردي عليا أنا بكلمك …. عاوزاني أسيب حقي !!
صاحت به غاضبة هي الأخرى وقد بلغ رعبها حد السماء:
-أيوه سيييييييبه ولو عملت كده أنا مش هكمل معاك…. أنا مستحملتش كل ده عشان تسيبني في الآخر تاني !!
لم يهتم بباقي كلماتها كل ما اهتم به إصرارها أن يترك حقه ليصيح منفعلا وهو يجذبها إليه بغضب ممسكا ذراعها الآخر بقوة يهزها بعنف:
-مش هتكملي معايا !!!! أنا قولتهالك قبل كده بس يظهر ماخدتيش بالك……هيفرقنا المoت يارنيم…. أيه خايفة عليه للدرجة دي …. !!!!!!
اتسعت عيناها بصد@مة تنظر له باندهاش مرددة وهي تحاول التملص من قبضتيه القوية قائلة …
-مين هو ده اللي خايفة عليه سيبني يا أيهم !!!
أمسك بها بقوة دافعا ظهرها إلى الحائط من خلفها لتصرخ متألمة …نظر لها وقد سيطر غضبه عليه …غيرته أعمته سوف تجنه هل تحمي ابن عمها..أتهدده بالابتعاد !! ليقول جازا علي أسنانه:
-بتستهبلي صح !!! اللي قتل أبوكي وأمك … وقتل أخويا …وكان عايز يقتلني …. ابن عمكككك !!!
اتسعت أعينها بهلع تنظر له بصد@مة شديدة ارتعشت شفتيها وكفت عن الحركة تنظر الى عينيه وقد نست هجاء الحروف.. من قتل من !!!! أبيها وأمها !!! شهااب !!!! هو!!!!!
ماذا يقول …. أي تراهات يلقي بها … غامت لبنيتاها بالدموع أبيها حبيبها لم يمت بغتة بل حادث !!!! خارت قواها تحاول استيعاب ماسمعت للتو، شعرت بالدوار والأرض تميد بها وتسحبها غيمة سوداء لتسقط مغشيا عليها بأحضانه….
اتسعت عيناه بهلع يحملها مسرعا إلى الفراش وهو يهتف باسمها برعب نادما على تسرعه بإخبارها لكنها استفزته …غيرته عليها ضللت خطاه … مرت به الدقائق وهو يحاول إفاقتها وأخيرا استجابت له لكنها صامتة تنظر إلى الفراغ بصمت وكأنها لا تشعر به هتف باسمها لم تجبه.. أدرك مدى صدمتها ليحيط جسدها رافعا إياها يجلس جاذبا إياها لأحضانه ليلتصق ظهرها بصدره محيطا خصرها بقوة محاولا طمأنتها بحديثه اللين يهمس لها بكلماته وصوته العميق لانتشالها من تلك الصد@مة هاتفا باسمها لتبدأ دموعها بالهطول ولحظات لتتحول إلى شهقات مرتفعة وانتفاضات بأحضانه ليشعر بالأسى لفعلته تلك …لم يكن ليتحدث هكذا ويخبرها بتلك الطريقة الفظة.. عدلها لتواجهه لكنها نكست رأسها تبكي بقهر لما سمعت …. ليحيط وجهها وقد أدمعت عيناها هامسا بأسف:
-أنا آسف مكنش ينفع أقولك بالشكل ده… عشان خاطري اهدي … !!!
أنهى كلماته وهو يغلفها بأحضانه ليمر الوقت بين شهقاتها ودموعها الصامتة إلى أن ذهبت بنوم عميق …. راقبها إلى أن خلدت إلى النوم ليريحها بالفراش برفق ساحبا جسده خارج الفراش وبيده هاتفه …..
رواية لهيب الهوى الحلقة الثامنة عشر
وقفت أمام المرآه وهي تغلق أزرار سترتها بشرود تام لم تشعر بدخوله إلى الغرفة ولامحاوطته لجسدها لثم رقبتها بشغف وهو يصفف خصلاتها بيده ناظرا إلى انعكاسهما بالمرآة لتحدق بانعكاسه بهدوء وهي تذم شفتيها بتوتر، دارت بجسدها تضع يديها أعلى ذقنه مغمضة عينيها وأصابعها تعبث بذقنه ثم فتحتهما تنظر إلى وجهه الذي تزين بتلك البسمة من فعلتها الرقيقة لتقول بعد أن وضعت قبلة صغيرة بجانب شفتيه تقول بعد أن زفرت أنفاسها:
-تعالى نمشي من هنا يا أيهم !!
عقد حاجبيه على الفور يحدق بها بصد@مة واضحة يقول بتوجس وهو يتمنى أن يكون مخطأ بفهمه …
-ماحنا ماشيين أهو ياقلبي..وراجعين القصر.. !! مش إنتي لسه مطمنة على الولاد وآآآ…
قطعت حديثه وقد بدأ جسدها بالارتعاش تقول بحزن شديد وقد تشنجت ملامحها:
-أيهم أنا عاوزة أمشي من البلد هناا.. !!
كادت أن تستكمل كلماتها لكن يديه التي تحيط خصرها ضغطت عليها بقوة بالغة جعلتها تتأوه بألم صارخة هي لاتتحمل أي لمسات أنحاء جسدها تؤلمها وبشدة … خفف من ضغطته على الفور ليحيط خصرها برفق مدلكا بيده أثر فعلته مقبلا شفتيها باعتذار واضح يهمس بأذنها باعتذاره قائلا:
-مقصدش يارنيم … بس بلاش تضغطي على أعصابي الفترة دي … إنتي متعرفيش خوفك وأنا جنبك بيقتلني إزاي…. !!!! محدش هيقدر يقربلك طول ما أنا عايش !!!
تنهدت وقد بدأت دموعها بالهطول تصرخ به غاضبة:
-أنا مش خايفة على نفسي … افهمني بقي ….. أنا مرعوبة عليك انت يا أيهم …. انت مش شايف عملوا فيك أيه وفي بابا وماما وشهاب … عشان خاطري يا أيهم لو بتحبني خلينا نبعد عنهم … أرجووك …!!!
انهارت تماما بأحضانه تبكي بقهر شديد ها هو يعود معها لنقطة الصفر لقد ظلت ساعات لتستوعب ماحدث لعائلتها.. انهيارها هكذا يقطع نياط قلبه …. فليذهب العالم إلى الحجيم وتهدأ هي الآن ….. ضمها بقوة يربت علي رأسها ويده الأخرى تسير فوق ظهرها المتشنج محاولا تهدئتها بكل السبل … فلم تهدأ إلا حين قال بإرهاق:
-خلاص يارنيم … هعملك اللي إنتي عاوزاه … بس اهدي ياحبيبتي !!!
خرجت من أحضانه تنظر إليه بعدم تصديق تفتح أعينها على وسعها لموافقته الصادمة لها قائلة بلهفة:
-بجد يا أيهم …. هنمشي من هناااا …. مش بتضحك عليااا !!!!
ابتسم حين توقف سيل دمعاتها يقول وهو يري ابتسامتها الرقيقة واضعا يديه أعلى وجنتيها مقبلا إياهم برفق ثم اقترب من شفتيها وهو يقول بلين:
-بجد ياروح أيهم … بس بشرط … !!
حدقت به تقول بابتسامة مشرقة وهي تحيط عنقه تدفن جسدها بأحضانه:
-اشرط زي مانت عاوز …. موافقة على كل شروطك !!
اقترب من شفتيها يلتهمهاا بقوة ثم قطع قبلته يهمس لها بأذنها وأنفاسه الساخنة اللاهثة تداعب بشرتها الحليبيه ….
-مش هتعيطي تاااني نهائي يارنيم ما أنا مش متجوز بنت أختي الصغيرة … !!!
عقدت حاجبيها وكادت أن ترد عليه بغضب لكنه التقط شفتيها مرة أخرى بشفتيه ثم هبط إلى رقبتها وهو يقول:
-مش هتقولي لأي حد إن الذاكرة رجعتلي … أنا في كام حاجه عاوز أتأكد منها !!!
تعالت أنفاسها واشتعلت وجنتيها بشدة من أفعاله لتقول بصوت مبحوح وهي تحاول إفلات نفسها …
– لا كله إلا ده … أنا مش هستحمل زفتة صافي دي تقرب منك تااااني !!!
احتضن جسدها وهو يجذبها إليه بابتسامة واسعة قائلا ….
-محدش هيقرب مني غيرك ياروح أيهم !!!
لم تستطع مقاومة ابتسامتها حين غمز لها بإحدى عينيه هاسما لها:
-بمoت فيكي ياااارنيم !!! بحبك أوووي !!!!
استقبلت قُبلاته اللاهبة بصدر رحب … ذلك الشعور معه لا يماثله أي شيء آخر … لا تريد أي شيء سوى حياة معه ومع طفليها بعيدا عن تلك الأوجاع ….
-***-
وصلا إلى القصر أخيرا بعد عدة تنبيهات منه مشددة بما سوف يفعلانه بالفترة المقبلة استمعت إليه باهتمام بالغ وهي تعده أن تنفذ ماطلبه بشكل حرفي متجنبة أية أخطاء.. بالفعل دخلا إلى القصر معا وهو هادئ… أما هي سيطر الوجوم على وجهها وصعدت إلى الأعلى على الفور كتنفيذ لما طلبه …. لم يمر وقت وكان معها بجناحهما كما وعدها … مرت أيام بين استعدادات خفية منه تركت له جميع الأمور على أمل بالابتعاد … تحملت فظاظة الأفعى ووالديها حتى لا تفسد ما قاربت على فعله لتأتي تلك الليلة التي كانت بها بأحضانه داخل فراشهم ….
عاد إلى الخلف يستند بجسده العاري إلى الوسائد من خلفه محيطا جسدها بذراعه والأخرى تسير علي ذراعها العاري بشرود مقبلا شفتيها ووجنتيها بين حين وآخر، لاحظت شروده الصامت فلم تشأ إزعاجه ببادئ الأمر لكن طالت المدة وهو على حاله … إلى أن أتى ذلك الاتصال له هب من جانبها يرتدي بنطاله مسرعا متجها إلى الشرفة وهو يقول:
-دقايق وجايلك ياحبيبتي … مكالمة شغل مهمة … !!!
ثم خرج لم ينتظر ردها.. لأول مرة تقلق هكذا تجاهه هو شارد منذ عودته من الخارج … والآن أقلقها بفعلته عضت على شفتيها وقد طال انتظارها لترتدي قميصه ثم تتجه إلى الشرفة لتستعجله، تسمرت بمحلها حين استمعت إلى كلماته يقول:
-لاطبعا مش هسافر …. كان لازم أقول كده لرنيم عشان تهدى … هي فاهمة إني برتب كل حاجة عشان نسافر … خلص اللي قولتلك عليه بكره بالكتير.. ده هيساعدنا أوي لو حصل …. تمام !!
لملمت خصلاتها متجهة بسرعة إلى الحمام تغلقه خلفها تفتح الصنبور ليغطي على صوت بكائها … كان يكذب.. كان يهاودها كالأطفال كما وصفها … هي لا تستحق ذلك.. لا تستحق خداعه هكذا …. لما يفعل بها ذلك لما يريد الابتعاد كالجميع استمعت إلى طرقاته العالية وهو يقول بقلق:
-رنيم حبيبتي إنتي هنا !!!
أغمضت عينيها ثم اتجهت إلى كابينه الاستحمام لتريح جسدها وهي ترد باقتضاب:
-أيوه !!!
مكثت مدة طويلة لعله يكون قد خلد إلى النوم حتى لا تراه وتنفجر به الغشاش المخادع … هل يظنها حقا طفلة.. حسنا هي لن تستمع إليه مرة أخرى وليحدث ما يحدث … خرجت وهي تلف جسدها ببورنصه الخاص حين لم تجد سواه ثم اتجهت إلى الفراش على الفور بإرهاق وأغمضت عينيها لتفيق بعد دقائق على قبلاته المتناثرة أعلى وجهها حدقت به دقائق ثم أشاحت بوجهها حين اقترب من شفتيها … تعقد حاجبيها بغضب منفجرة به:
-لما انت شايفني عيلة أوي كده اتجوزتني ليه !!!
عقد حاجبيه بعدم فهم مندهش من هجومها الغير مبرر بالنسبه إليه يشير إلى نفسه قائلا باندهاش …
– أنا … أنا شايفك عيلة !!!
اشتعلت من ادعائه عدم الفهم لتصيح غاضبة:
-أيوه انتتتتت !!! لما انت مش ناوي تسافر كذبت عليا لييييييه !!
ضيق عينيه لحظات ثم أردف بعد أن رفع أحد حاجبيه يقول بغضب واضح:
-إنتي بتتجسسي على مكالماتي !!!
تجمعت الدموع بعينيها تقول بحزن بالغ:
– أنا كنت خارجة أشوفك أخرت ليه وسمعتك من غير ما أقصد !!
كاد أن يبتسم حين ذمت شفتيها هكذا كالأطفال تبرر فعلتها بحزن …. لما لا يلتهمها الآن …. وتقول هي ليست طفلة … بل هي أجمل طفلة بالعاالم … سيطر على ملامحه وهو يقترب منها منتقيا كلماته بعناية …
– رنيم أنا مكدبتش عليكي …. إنتي كنتي منهارة ساعتها وكنت بحاول أهديكي … أنا ضاعفت الأمن وأفراد الحراسة..ومحدش هيقدر يلمسك آآآ !!
وضعت أصابعها أعلى شفتيه وهي تقترب منه مستغلة نقطة ضعفه تجاهها تحيط خصره بقوة واضعة رأسها أعلى قلبه تقول بصدق بالغ لامس ذاك القلب المُتيم بها:
-أفهمك إزاي إني مش خايفة غير عليك ….. عشان خاطري يا أيهم ابعد عنهم …. انت متعرفش أنا بحبك قد أيه ولما بيحصلك حاجة أنا بمoت من الرعب إزاي … لو بتحبني بلاش … !!
احتضن جسدها يعود إلى الخلف بها وهو يردد … زافرا أنفاسه بهدوء مقبلا خصلاتها الناعمة:
-رنيم أنا خلاص مسكت كذا حاجة على ابن عمك وعمك … يعني كلها مسألة أيام وهينتهوا من حياتنا …. مش إنتي بتثقي فيا !!!
أومأت على الفور بالإيجاب ليبتسم لها قائلا:
-أوعدك كل حاجة هتنتهي ف الكام يوم الجايين ….!!!!
رواية لهيب الهوى الحلقة التاسعة عشر
أمسكت الملعقة الصغيرة تضعها بفاه الصغيرة مداعبة وجنتيها وهي تراقب بطرف عينيها صغيرها الآخر الذي أصر على الإمساك بملعقته ورفض تماما أن تطعمه مثل شقيقته.. لتبتسم بهدوء من الواضع أن جينات تلك العائلة انتقلت جميعها إلى صغيرها.. أنهت إطعام الصغيرة وهي تقبل وجنتيها لتطلق الصغيرة ضحكاتها تملأ بها الأرجاء تداعب بيدها الصغيرة وجنة أمها برفق.. ابتسمت “رنيم” ثم وضعتها بهدوء تسندها إلى الوسادة لتعاون ذلك الصغير المتمرد بطعامه … أبدى لها تمرد شديد ببادئ الأمر ثم سرعان ما ذاب تمرده مع ابتسامتها المشرقة وملاطفتها الامويه له …
جلس “أيهم” فوق الأريكة ينهي محادثة برسائل نصية من الواضح أنها مهمة للغاية ثم رفع رأسه يراقبها بشغف وهي تلاطف الصغار وتلك الضحكات تملأ الغرفة لترتكز نظراته عليها بتلك القطعة النبيذية التي تحدد تفاصيل جسدها الفاتن وتكشف عنه بسخاء شديد خاصة حين جلست بأريحية هكذا ليرتفع الرداء إلى منتصف فخذيها كاشفا عن سيقانها البضة.. استقام واقفا ثم اتجه إليها يقبل الطفلين مداعبا الصغيرة التي بدأت بالتثاؤب لتجذبها رنيم لأحضانها تمسح على خصلاتها الناعمة … جلس خلفها ثم جذبها إليه ليلتصق ظهرها بصدره لاثما رقبتها بشفتيه الدافئتين.. شعر بتشنج جسدها ليسمعها تهمس وهو ينتقل بشفتيه أعلى جلدها الرقيق ليصل إلى أذنيها:
-أيهم..الولااد !!
رفع خصلاتها بأصابعه ثم ارتفع برماديتيه يرمقها بنظرات شغوفة ذائبة يضع إبهامه أعلى شفتيها ويده تدلك رقبتها برفق لتعض على شفتيها بقوة وتنظر إلى طفلتها التي ذهبت بثبات عميق داخل أحضانها ثم إلى طفلها الذي نام أعلى الوسادة التي وضعتها له..ابتسم حين وجدها بقمة توترها هكذا … يروق له خجلها ووجنتيها التي تشتعل لتزيدها بهاء ليهمس أمام شفتيها:
-مالهم..!!
ارتفعت بعنينيها تنظر إليه بتوتر ولم تستوعب عن أي شيئ يتحدث لتقول:
-هاا.. مين !!
ابتسم ثم اقترب من شفتيها أكثر يهمس لها بمكر:
-الولاد ياقلبي !!
رمشت بعينيها عدة مرات ثم حاولت التملص منه برفق وهي تحتضن صغيرتها خشية إفاقتها وتقول:
-ناموا وعمر بهدل نفسه عايزه أغير له.. !!
شدد من احتضانه لها جاذبا إياها إليه بقوة يقول عاقدا حاجبيه بغضب طفيف:
-رنيم إنتي بقالك أكتر من أسبوعين مهملة فيا جداا واهتمامك كله بالولاد.. أنا مش بلحق أقعد معاكي.. !!
كتمت ضحكاتها علي هيئته الغاضبة ثم رفعت كتفيها تقول بابتسامة مشاغبة:
– آه فعلا أنا كنت مهملة جدااا فيك.. !! سيبني بقي أقوم أنيم الولاد !!
لم يخرجها من أحضانه بل حاوطها أكثر لاثما ثغرها وهو يهمس لها:
-لا !!
تململت الصغيرة بين أحضانها لتتسع أعين “رنيم” من استيقاظها.. وتعقد حاجبيها تقول بجدية شديدة:
– اهو هيبدأوا يصحوا تاني.. !!
أفتلها من أحضانه بهدوء ثم استقام يحمل الصغير بين يديه برفق بالغ يتجه به إلى غرفتهم لتتبع خطواته وتضع الصغيرة بفراشها بعد أن هندمت ملابسها … لتلتفت وتجده ينزع ملابس الصغير برفق ويمسك بقطعة نظيفة ليبلسه إياها.. ابتسمت ووقفت بمحلها تتأمله بشغف وهو ينهي مهمته بهدوء وروية ثم طبع قبلة صغيرة أعلى وجنة الصغير والتفت ليجدها تستند إلى الكرسي الوثير تعقد ذراعيها أسفل صدرها تنظر إليه بتلك النظرات التي تفيض بعشق خالص له … غمز لها وهو يتقدم منها يضع يده أعلى خاصرتها يدفعها برفق للخارج وهو خلفها مغلقا الباب بهدوء ثم بلحظة أدارها داخل أحضانه يلتقط شفتيها ملتهما إياها ثم رفعها بين ذراعيه متقدما بها إلى فراشهم … أحاطت عنقه بقوة تبادله قبلاته اللاهبة وضعها وجلس فوق فراشهم وهو يحتفظ بها باحضانه ثم فصل قبلتهم ليلتقطا أنفاسهم وهمس أمام كريزتيها:
-عاوز بيبي !!
شحب وجهها على الفور وتبدلت ملامحها تبتلع رمقها وهي تدحرج عينيها بأرجاء الغرفة.. عقد حاجبيه مندهشا من انطفائها المفاجئ وتوترها هكذا ليقول بهدوء ظاهري محاولا فهمها:
-مالك يارنيم.. اتوترتي كده ليه.. مش عاي..آآآ !!
قاطعته علي الفور تقول بسرعه حتي لا يسيئ فهمها:
-أنا نفسي في ده أكتر منك … بس.. بصراحة أنا خايفة !!
ضيق عيناه وهو لازال على صمته يحدق بها منتظرا تفسير وقد بدأ يرى تلك النظرة المذعورة داخل حدقتيها لتكمل وهي تنظر إلى رماديتيه بحزن:
– انا مش ممانعة ولا باخد أي موانع يا أيهم.. بس أتمنى مايحصلش دلوقت … أتمنى أن أمورنا تستقر الأول ونبعد عن هنا وبعدها هعمل اللي انت عاوزه … أنا كنت ببقى مرعوبة على الولاد وأنا معاهم في البيت … فتره حملي في عمر وجوان كانت مرعبة.. مكنتش بخرج وشهاب كان حاطط حراسة في كل مكان حواليا …
وضعت يديها أعلى ذقنه وقد تجمعت الدموع بمقلتيها خشية عدم فهمها وأكملت:
-مش عايزه أبقى خايفه وأنا جوايا حتة منك يا أيهم.. أنا مبقتش مطمنة وبالقوة دي غير لما انت دخلت حياتي … مش عاوزه أشوف أي حاجة صعبة تاني … أنا خسرت كتير أوي يا أيهم مش عايزه أخسر تاني … !!