قصة رد الجميل
بلغا بلاط الملك الذي أوصاه
والد الأمير المنفي بابنه.
وصدق الأمير المنكود ما وعد به ورأى خادمه المنافق
يستقبل في البلاط بحفاوة عظيمة كابن ملك عظيم في حين
وقف هو دون أن يلتفت إليه أحد في غرفة الانتظار مع الخدم
الذين عاملوه معاملة عادية تماما كأنه واحد منهم.
وبعد أن تمتع الخادم المنافق لبعض الوقت ما شاء له التمتع
سيده إزاء ما كان يتعرض له من إهانة مما قد يدفعه في يوم إلى
أن ينسى قسمه ويكشف عن حقيقته. وراح الخادم الشرير وقد
وفي يوم من الأيام حسب أنه وقع على طريقة لفعل ذلك
وانتهز أول فرصة لتنفيذ خطته اللئيمة.
وينبغي أن تعلموا الآن أن الملك الذي كان هذا الأمير الشقي
كبير من وحوش البرية مقيدة في أقفاص ضخمة. وذات صباح
بينما كان الأمير الزائف يتمشى في هذه الحدائق مع الملك قال
فجأة لدى جلالتك عدد كبير من وحوش البرية بالغة الجمال
وأنا معجب بها كثيرا لكني أحسب أنه حرام أن تبقي عليها
مقيدة وتنفق على طعامها كل هذا القدر من المال. لماذا لا
إن جلالتك سوف تسر كثيرا لو زكيت لك رجلا يقدر أن يخرج
بها في الصباح ويعود بها آمنة في المساء.
فسأل الملك أتحسب حقا أيها الأمير أن بمقدورك أن تجد
لي مثل هذا الرجل.
فرد الرجل القاسې دون تردد بالطبع فهذا الرجل هو الآن
في بلاط جلالتك. أعني خادمي. استدعه وحسب وهدده بأنك
على القول إنه سوف يحاول أن يعتذر ويقول إن ذلك مستحيل
فهدده وحسب بأنه سيفقد رأسه إذا ما رفض أو أخفق. وأنا من
جهتي مقتنع تماما أن على جلالتك أن تقتله إذا ما عصى.
حين سمع الملك ذلك استدعى الأمير المتنكر وقال سمعت
أن بمقدورك أن تفعل العجائب كأن تسوق وحوش البرية كما
النصف الاخير
نشاق الماشية لترعى في الغابة ثم تعود بها سالمة في المساء إلى.
أقفاصها. ولذلك آمرك بأن تسوق هذا الصباح جميع ديبتي
إلى الغابة وتعود بها ثانية عند المساء. فإن لم تفعل ذلك قطعت
رأسك فاخذرا.
فأجاب الأمير الشقي لست قادرا على القيام بذلك
جلالتك بقطع رأسي في الحال.
لكن الملك لم يصغ إليه بل قال سوف ننتظر إلى المساء ثم
سأقطع رأسك بلا شك ما لم تعد بجميع دببتي سالمة إلى أقفاصها.
ويجرب حظه في
لم يبق أمام الأمير البائس سوى أن يفتح أبواب الأقفاص
سوق الدببة إلى الغابة. وما إن فتح تلك
الأبواب حتى اندفعت تلك الدببة المتوحشة واختفت بسرعة
بين الأشجار .
تبع الأمير المحزون الدببة إلى الغابة وجلس على شجرة
ساقطة يتأمل في حظوظه