رواية مكتملة بقلم يسرا مسعد
فذهب محسن على الفور وفتح
الباب
تهلل وجه جاسر وسلم على محسن بثبات اصطحبه محسن الى غرفه الصالون قائلا ماكنش له لزوم تتعب نفسك كده
جاسر تعب ايه دى حاجه بسيطه
محسن اتفضل ااقعد واقف ليه
محسن مايصحش حضرتك الاول
محسن طيب ياسيدى واحد اتنين تلاته نقعد سوا بقى
ضحك جاسر وشعر ان والد سالى اكثر تفتحا عما كان فى المره السابق فقال ازى حضرتك دلوقتى صحتك احسن
جاسر كده ياريتنى كنت اتكلمت من زمان ده انا ماسك نفسى تحت امرك
محسن طبعا انا ماكنتش اعرف حاجه عنك وسالت عليك وماشاء الله سمعتك وسيرتك كويسه بين الناس
جاسر ده بفضل الله انما
محسن انا عرفت انك عندك ابن
شعر جاسر پألم خاطف فى صدره وظهرت على معالمه الاسى وقال ااه سليم الصغير عنده دلوقتى سنه وعشر شهور بس للاسف امه الله يسامحها اخدته منى وسافرت بره
ظهرت الدهشه البالغه على وجهه جاسر وقال انا لا طبعا مين اللى قال لحضرتك حاجه زى كده
محسن لا انا توقعت كده باعتبار ان فى ابن وسطكم
تنهد جاسر وقال لاااااااااا من الناحيه دى حضرتك اطمن خالص انا استحاله اردها تانى لعصمتى لو آخر ست فى الكون وابنى خلاص الحمد لله انا رفعت قضيه حضانه والمحامى متفائل خير وان شاء الله ابنى يرجعلى فى غضون شهرين بالكتير طبعا مش عاوز حضرتك تقلق على سالى انا مقدر انها مش امه ومش ناوى اطالبها بواجبات ناحيته انا
محسن ليه بتقول كده يابنى هوا انا اكره ان بنتى تاخد ثوابه انا بس عاوز اطمن ان سالى ماتكونش رقم اتنين فى حياتك عايز ابقى مطمن على بنتى
جاسر سالى هتكون فى عنيا ومش رقم اتنين ولا حتى واحد هتكون الوحيده لا فى قبلها ولا بعدها
محسن اعذرنى بس انت اب وعرفت يعنى ايه معنى انك تكون قلقان على ضناك
محسن اتفضل
جاسر انا المفروض اسافر فى خلال شهر شهر ونص بالكتير امريكا عشان ارجع ابنى ان شاء الله وكنت حابب نكون انا وسالى متجوزيين
محسن بالسرعه دى
جاسر يعنى حضرتك اكيد شايف الظروف ومقدر وكمان انا ماينفعش افضل طالع داخل كده عندكم
كمان انا هسافر وياعالم اخلص وارجع على مصر امتى فكنت حابب ان سالى تكون معايا وكمان عشان نرجع سوا
محسن هممم والله انت فاجئتنى بس انا كنت حابب تقعدوا شويه تتعودا على طباع بعض يعنى
جاسر من الناحيه دى ماتقلقش حضرتك انا واثق انا طباعنا متلائمه كويس اووى سالى طيبه وهاديه وان كنت انا بتنرفز احيانا هي بتعرف تحتوينى وتمتص غضبى كمان انا عارف انها حساسه واوعدك انى مش هاجى فى يوم عليها
جاسر سالى كانت شغاله معايا وكنا بنقعد فى الشغل فوق الست ساعات يوميا ماهيهاش اول مره اتعامل معاها ولا هيا كمان
طرقت مجيده باب الغرفه مقاطعه حديثهم ودخلت وقالت انت هتقضوها كلام بس ولا ايه العشا جاهز
جاسر لاا مالوش لزوم
محسن مايصحش قوم قوم نتعشى عشان يبقى عيش وملح
خرج جاسر واتجه برفقه الوالدين الى غرفه الطعام وجلس الى الطاوله المستديره بجوار محسن عندها دخلت سالى ترتدى بنطالا واسعا من قماش الكتان بلون البيج الفاتح تعلوها بلوزه قطنيه طويله من اللون الزيتى يتوسطها حزام بجدائل رفيعه من اللون البنى وطرحه مزركشه باللونين الزيتى والكريمى الفاتح ووجها الذى يخلو من مساحيق التجميل عادا قليلا من الكحل وملمع شفاه شفاف
نظر لها جاسر باشتياق وقال لها ممازحا مالك طولتى كده ليه
احمر وجهه سالى خجلا على الفور واطرقت برأسها وقالت لابسه بكعب
جاسر وانا اللى قلت ان ضغط الشغل خف من عليكى فطولتى ههههههههه
مجيده احنا القصر عندنا وراثه فى العيله من ايام جدتى اختها طالعه لابوها طويله عنها انما سالى طالعالى ههههههه
محسن لاا سالى طالعه لابوها فكل حاجه صح يا لولو
مجيده ااه طبعا مانتم طول الوقت وعاملين عصابه عليا
تناول الجميع الطعام فى جو حميم ملىء بالبهجه وفور انتهائهم
قالت مجيده ما كلتش ياجاسر
نظر لها جاسر متعجبا امال مين اللى خلص طبقين رز بحالهم ههههههههه زمانكم بتقولو عليا ماشفتش اكل قبل كده
محسن بالهنا والشفا
مجيده لا والله اكلتك ضعيفه
جاسر ده لو سالى تعرف تطبخ زى حضرتك كده يبقى انا خلاص شهرين بكتيره بعد الجواز والهدوم مش هتدخل فيا
سالى بعند بس انا مابعرفش اطبخ على فكره
جاسر مازحا وماله احسن
برضه على الاقل هفضل محتفظ بجسمى
مجيده لا هيا بتعرف برضه امال ايه بس هيا اللى مابتحبش تدخل المطبخ كتير
جاسر يبقى اكيد مدلعاها
مجيده ابوها مش انا طول النهار لولو لولو
محسن ااه لولو طبعا اخر العنقود
جاسر سكر معقود
ضحك الجميع فقالت مجيده طيب روحو بأه على الليفنج نشرب الشاى ولا تشرب قهوه يا جاسر
جاسر لا شاى معاكم
دخلت سالى الغرفه اولا اتبعها جاسر اما مجيده فوكزت مرفق محسن برفق وقالت هامسه سيبهم يتكلمو شويه
هز محسن رأسه وقال هما 5 دقايق بالعدد وتيجى تحطيلهم الشاى وبعدها هدخل انا
هزت مجيده رأسها بالموافقه اما سالى فجلست برفقه جاسر فى غرفه المعيشه وهى تشعر بخجل لا مثيل له تعجبت سالى من نفسها وتمنت ان يزول اللون الاحمر الذى يلون وجهها بوضوح فتلك لم تكن المره الاولى التى كانت تجلس فيها بمفردها معه
فى نفس الغرفه شعرت سالى بالحنق من نفسها
فحين انه جلس جاسر يراقبها بابتسامه وعلى العكس سعيدا بلونها الاحمر فقال ماتيجى نقف فى البلكونه الجو كان تحفه وانا جى
سالى اوك
خرجت سالى الى البلكونه اولا واتبعها جاسر والذى قال الفيو حلو اووى بس انا كنت فاكر ان فوقكم دور كمان
سالى لا احنا الدور الاخير اللى فوق دى الصوبات بتاعه بابا بيطلعلها من سلم جوانى عندنا هنا فى الشقه
جاسر وبيزرع ايه
سالى حاجات كتير من اول الورد لحد الطماطم
جاسر بيزرع ورد يا خساره وانا اللى بعت اجيب من بره كنت جيت خبطت عليكم وطلعت الصوبه فوق نقتلك كام ورده على ذوقى ودخلتهم اوضتك بنفسى
خجلت سالى فلم تكن تدرى انه يعرف بموقع الورود التى ارسلها فقال لها جاسر كأنما قرأ افكارها مامتك قالتلى
سالى ماهى ماما على طوول فضحانى
قال جاسر بمكر مامتك اللى فضحاكى وخدودك دى موقعها ايه من الاعراب يا لولو
ابتسمت سالى بخجل واطرقت برأسها فاقترب منها جاسر وقال بصوت منخفض وحشتينى اووى كل يوم بدخل المكتب واستنى الساعه 12 كأنك هتيجى ويعدى اليوم منغير ما اشوفك بحس انى هتجنن
لم تتحمل سالى المزيد وفرت هاربه الى الداخل فدخل وراءها جاسر وعلى وجهه ابتسامه وعينيه تشعان تسليه ماكره فقال انا كلمت باباكى نقدم معاد الفرح ايه رأيك نتجوز اخر الشهر
سالى بسرعه كده
جاسر خير البر عاجله وبعدين ايه اللى يخلينا نستنى
سالى بس ياجاسر انت ماتعرفش حاجه عنى كمان انا ماحكيتلكش عن ظروفى
جاسر عارفها عشان اتطلقتى انا كمان طلقت وخلاص انا مش عاوز نفتح كلام فى الماضى لا انتى تكلمينى عنه ولا عن ايه اللى
حصل بينكم ولا انا هجيبلك سيرتها احنا هنتجوز وهنعيش اللى جى سوا وده المهم اتفقنا
سالى براحتك بس مش هتيجى يوم تسألنى
جاسر استحاله ولا انتى تيجى فى يوم تسألينى ماشى
سالى ماشى
جاسر طيب رأيك ايه نتجوز اخر الشهر
سالى بابا اللى يقول مش انا
جاسر يعنى انتى موافقه مبدئيا ولا
سالى اللى بابا يشوفه
جاسر ماهو انا عايزك تكلمى بابا وتكلمى ماما كمان وخليهم يوافقوا انا خلاص مش مستحمل تبعدى عنى كل ده وبعدين كل حاجه جاهزه
سالى هوا انت مجهز الشقه
ضحك جاسر بسرور ااه ياستى بس هيا مش شقه فيلا صغيره كده على قدنا بس مقفوله بقالها فتره وكنت عايز اغير العفش بتاعها ايه رأيك نتجوز ونسافر شهر العسل ونسيبها فى ايدين مصمم الديكور يخلصها على مهله وممكن فى الفتره الصغيره دى نقعد بتاع اسبوع بالكتير فى القصر مع ماما
سالى مش هتدايق مامتك
جاسر وليه تدايق دى هتفرح اووى لما تعرف انى خطبت
سالى هوا انت لسه مقولتلهاش
جاسر لاء هيا عارفه انى كنت بدور على عروسه بس ماتعرفش انى لقيت احلى عروسه وكنت مستنى باباكى يرد عليا عشان يعنى لو لا قدر الله كان رفض ماكنتش ازعلها انما اول ما هرجع هقولها طبعا ونيجى فى يوم تتعرف عليكى ونلبس الدبل والشبكه كمان ايه رأيك
سالى انت مالك عمال ټخطف فى المواضيع خطڤ كده
جاسر بصوت حميم لانى عايز اخطفك عايز اغمض عين وافتح التانيه الاقيكى بقيتى مراتى مستنى اليوم ده يجى بفارغ الصبر
ابتسمت سالى واطرقت برأسها عندها دخلت والدتها حامله اكواب الشاى وبعضا من الحلوى فقالت معلش اتأخرت عليكم سيرين اصلها كانت على التليفون
سالى سيرين دى تبقى اختى
جاسر سالى وسيرين بس غريبه محسن ومجيده ميم اشمعنا
مجيده محسن اللى سماهم انا كنت ببقى فى دنيا غير الدنيا
جاسر شكلى هعمل زيه واستغل الفرصه واسمى ولادنا بالشكل ده
شعرت سالى بالخجل الشديد مقرونا بالفرح الاشد فهاهو جاسر يتحدث
عن اطفالهم فى المستقبل
فيما قالت والدتها ربنا يتمملكو
على خير ويرزقكم الذريه الصالحه
دخل محسن الى الغرفه وقال طيب مش تندهيلى يا مجيده اشرب الشاى
معاكم ولا تشربو منغيرى
سالى يا بابا استحاله نشرب منغيرك اصلا
ارتشف محسن قليلا من الشاى فقال جاسر ايه رأى حضرتك نخلى اخر الشهر
محسن بسرعه كده يابنى ده فاضل على اخر الشهر بتاعك ده اسبوعين
جاسر وماله
محسن ايوا بس مش لما تجهزوا حالكم هتعيشوا فين
الحاجات دى ماتفقناش فيها
جاسر انا عندى فيلتى فى كفر عبده مقفوله بقالها فتره بقول نتجوز انا وسالى ونسافر فرنسا نقضى شهر
العسل بعدها اخدها على امريكا معايا ارجع ابنى ونرجع على مصر هيكون مصمم الديكور خلصها نستلمها منه وان اتأخر شويه نقعد فى القصر مع ماما لحد ماتجهز محلوله يعنى
محسن والله
قاطعته مجيده خير البر عاجله يا محسن طالما مافيش مشكله ماتخلينا نفرح بيهم
جاسر ياريت يا عمى ماتتصورش هنفرح اد ايه
محسن انتى ايه رأيك يا لولو
سالى اللى تشوفه يا بابا
محسن اللى اشوفه ماشى ياستى على بركه الله
جاسر يبقى نقرا الفاتحه وبعد بكره اجيب والدتى واخويا معايا ونلبس الدبل والشبكه
محسن خلاص نقرا الفاتحه
غادر جاسر المنزل