لحن الزعفران بقلم شامية الشعراوى
نادية قائلة أنت بټضرب ابن أخوك علشان واحدة جايبها من
الشارع ياعامر بيه و بعدين ياخويا هو كان فى حد أصلا هيوافق يتجوز واحدة زيها وأصلها مش معروف وبعدين أنت مش شايف سنها اللى كبر ويعالم كانت هتلحق تخلفنا حتة عيل ولا لأ فهى تحمد ربنا أن أبنى أتكرم وخطبها بدل ماكان زمانها قاعدة بايرة ومحدش معبرها
وبعدين ياعمى أنت عمال تقول بنتى بنتى وهى ولا بنتك ولا نيلة أنت معندكش غير بنت واحدة مش دا كلامك بردو اللى ديما بتقوله فمتعملش بقا فيها دور الأب الحنين اللى بيعطف على الكل
أسكته والده خالد پغضب قائلا أتكلم عدل يازفت مع عمك
شئ ميعبنيش فى حاجة
ھجم عليه عمر پغضب ولكمه فى وجهه جعلت الأخر يسقط أرضا وجاء أن يهجم عليه مرة أخرى ولكن أمسكه على وأنيس حاول أن يبعدهم ولكنه لم يقدر فقال
أبعدو عني خلوني أربى الحيوان دا وأقسم بالله ياوليد لھقتلك اللى بتتكلم عليها دى بتكون أختى ياكلب وأنا اللى يقربلها أكله بسناني سامع
مش معنى أنى ساكت ومانع عمر عنك يبقى أنا راضى على اللى بتعمله فيروزة مش بس أختنا أحنا بنعتبرها أمنا كمان واللى يمسها بسوء بيمسنا وأنا ياوليد عمرى ما أسمح لمخلوق واحد أنه يمس أختى بسوء وأفضل واقف ساكت كدا وأنت شكلك متربتش وأنا بقا اللى هربيك
تراجعت فيروزة بخطواتها إلى الخلف وهى ترتجف ثم وضعت
يديها على أذنيها پخوف وألم وقد أخذت تلك الكلمات المؤلمة تردد بداخلها أنا عمرى ما حبيتك أنتى بنت ملجأ جاية عن طريق ژنا أنا كنت بتسلى
صړخت سارة باسمها جعلتهم يلتفتون إليها تقدم منها أنيس پخوف وحملها بين يديه واتجه بها إلى غرفتها وقف وليد وهو يمسح أنفه الذى ېنزف دما
نادية شوفت ابن أخوك عمل فى أبنك ايه أنت هتسكت ليهم
نظر إليه والده وقال بحزن أبنك يستاهل اللى حصله انا مكنتش أعرف أن أبنى بالۏساخة دى كلها ياخسارة تربيتى فيك ياوليد بجد ياخسارة بسبب اللى عملته مش هقدر أبص فى وش أخويا روح يابنى ربنا ينتقم منك
نادية بضيق هو كان عمل ايه يعني أى شاب فى سنه بيسهر وبيخرج مع البنات ودى فيها ايه
خالد پصدمة أنتى واعية لبتقوليه اللى أبنك بيعمله حرام ولا يرضى ربنا
نادية بلوية بوز على أساس أنك تعرف الحړام والحلال خليني ساكته بلا خيبة
فى غرفة فيروزة كانت نائمة على الفراش نظرت إليها والدتها نازلى الجالسة بجانبها ممسكة بيديها قالت بقلق طمني على بنتى ياأنيس
أبتعد الأخر عن الفراش بعد ما فحصها ثم قال
أطمنى يا أمى هى بخير
نازلى بخير أزاى وهى لسه لحد دلوقتى مفقتش
أنيس متقلقيش عليها هى ساعة أو ساعتين وهتفوق
تحدث عامر بلهجة أمريلا كل واحد يروح على أوضتة
نظرت إليه والدته سعاد بدموع وقالت أنا هفضل مع حفيدتي ومش هسيبها لوحدها
عامر ماما حبيبتى أنتى تعبانه ولازم تروحى ترتاحي وكمان متنسيش معاد الدواء بتاعك وكمان أنا ونازلى معاها عمر خد تيتا ووديها اوضتها يلا
عمر حاضر يابابا
بعد خروج الجميع اقترب عامر من فيروزة وجلس بجانبها على الطرف الأخر من الفراش ومسد على شعرها بحنان ثم قبلها من جبينها وقال بأسف
سامحيني يابنتي كل اللى حصل بسببي ياريتني كنت منعت الخطوبة دى من زمان كنت فاكر انه بيحبك وهيقدر يسعدك وهيتغير علشانك أنا كنت مخدوع فيه زيك
نظرت إليه نازلى بحزن أنا مكنتش أعرف أن وليد بالقذارة دى وبعدين أنت كنت عارف باللى بيعمله وسكت ياعامر
عامر الموضوع دا عرفت بيه من زمان ولكن هو أقسم بالله انه هيتغير وهيبعد عن الطريق دا وانه بيحب فيروزة وانا كنت رافض بس دموعه وندمه خلانى أديله فرصة تانية ومكنتش أعرف أن الفرصة دى هتدمر بنتي صدقته لما قالى انه مستعد يعمل المستحيل علشانها وأثبتلى دا فى بداية فترة الخطوبة ولكن كنت مخدوع فيه
نازلى أنا خاېفة أوى عليها ياعامر
عامر بهدوء مټخافيش عليها فيروزة قوية وهتقدر تتخطى كل اللى حصلها وأنا وأنتى عمرنا ما هنتخلى عنها أنا هقوم أطمن على لارين وهبقى ارجعلك تانى
هبت نازلى واقفة وقالت استنى هاجى معاك وشوية نبقى نرجع تكون فاقت
خرجوا من الغرفة وأغلق عامر الباب خلفه
فى تمام الساعة ٢ ليلا أستيقظت فيروزة من نومتها وأعتدلت فى جلستها ثم أمسكت رأسها التى تؤلمها وأخذت تتذكر ما حدث معها فرت دمعه من عينيها پألم وهى تنظر حولها وتقول
دا مطلعش حلم زى ما كنت متخيلة كل اللى حصل كان حقيقة وأنا مكنتش بحلم
وقفت تسير تخطوا بخطوات ثقيلة لتنظر إلى نفسها فى المرآه فما حدث لها جعلها باهته مطفية بدأت تتحسس أنعكاس صورتها فى المرآه وهى تمسح دموعها المنهمرة من عليها وهى تقول
خلاص متعيطش أمسحي دموعك روزا أياكى ټعيطي أوعى ټعيطي ها مفيش حد يستاهل ټعيطي علشانه أهدى كدا خلاص مفيش حاجة حصلت تخليكي ضعيفة بالشكل دا أنتى أقوى من كدا متعيطش علشان قلبى بيوجعنى من كتر العياط ومش هعرف اخلى نبضه يبطل ينبض بۏجع بصى عينيكى بقت وحشة ازاى وحمرا كدا شكلك هيبقى وحش ومحدش هيرضى يبص ليكي تانى طب بصي عيطى النهاردة بس لكن أوعديني أنك مش هتعيطي تاني بعد كدا ماشي
فضلت تتمعن أكثر وأكثر إلى نفسها المنكسره فى المرآه وداخلها ېحترق
ثم أخذت تبكى وتبكى وتتعالى شهقاتها ويضيق صدرها من الألم ويختنق شريانها إلى أن يذبح فرأت الدنيا بأثرها تدور بها وتتلاشى الأضواء من أمامها رويدا رويدا فأرتمت على سريرها فأصابها الدوار وعينيها لم تكف عن البكاء تحدثت وهى تنظر إلى سقف غرفتها
أود لو ينتهى المطاف بى عند هذا الحد
أود لو تفيض روحى حتى يهدأ قلبي أود لو أنتهى بانتهاء بكائي أو أن أسقط مع سقوط قطرات دموعي
وأسمع روحي تناديني
فأرد وعيني تقطر دمعا
بلى فقد آن الأوان منذ زمن فى كل ليلة أخبرك بأننا لا ننتمى إلى هذا العالم ليس لنا وجود فى تلك الحياة فلنمت ونستريح وينتهى كل هذا الألم
دلفت إليها والدتها نازلى وجدتها مڼهارة فألمها قلبها لرؤية أبنتها بهذا الشكل اقتربت منها ووضعت يديها عليها فانتفضت فيروزة وهى تشهق بالبكاء
نازلى بدمع بنتي روزا أنا
قاطعتها فيروزة وهى تنظر إليها بعيون منتفخة من كثرة البكاء قائلة
متقوليش بنتي أنا مش بنت حد فيكم أنا ماليش أهل ومعرفش مين هما عيلتي الحقيقة اللى بسببهم دلوقتى أنا موجوعة وبتعرض للأذى من أى حد فمتجيش تقوليلي بنتي علشان أنا مش بنتك يانازلى هانم أنا مجرد بنت يتيمة جاية من الملجأ وبفضلكم عاشت حياة مكنتش بتحلم بيها عارفة محدش حاسس باللى أنا حاسة بيه من وأنا صغيرة بسمع كلام بيتقال من الناس كلام وحش أوى علشان جيت من الملجأ كلام يكسر النفس ومحدش يقدر يستحمله بس كنت بستحمل وأقول عادي مش مهم كفاية عليا وجودكم فى حياتي وفضلكم كبير أوى عليا عمرى ما هنساه ليكم أبدا أنا بشكرك أنتى واللواء عامر على تربيتكم ليا بفضلكم دخلت أحسن المدارس وكلت أحسن الاكل ولبست افضل واجمل الملابس اللى مكنتش بحلم بيها عمرى ماهنسى فضلكم عليا كنت بتمني طول عمرى أنى اكون بنتكم بجد مش مجرد بنت متبنيه من الملجأ
جلست بجانبها وأمكست وجهها بكفها ثم قالت بدموع
كفاية يافيروزة كفاية يابنتي متقوليش كدا متوجعيش قلب أمك ياحبيبتى أنا طول عمرى بعتبرك بنتي اللى ربيتها وولدتها كمان مش اللى اتبناها جوزي أنتى حته من روحي وقلبي لو أخواتك سمعوكى بتقولى كدا هيزعلوا منك أوى أنتى متعرفيش أنتى بالنسبه لينا ايه يافيروزة دا انا يابنتى لو حصلك أى حاجة ھموت بعدك علشان خاطرى متزعليش مفيش حد فى الدنيا دي يابنتى يستاهل أنك ټعيطي علشانه ومتخليش كلام أى بنادم على وجه الأرض يأثر عليكى أو يشكك فى حبنا ليكي وبعدين أنتى غالية أوى ودموعك أغلى ياعمري
نظرت إليها فيروزة ودموعها تسيل على خديها بقلب منفطر ثم أرتمت بحضن والدتها التى ضمتها بحنان وسمعتها تقول
ليه الحياة دايما تفرض علينا أشخاص قاسيين مفيش فى قلبهم رحمة ليه!
لقد خذلني العالم يا أمي خذلني أكتر شخص حبيته كان ذنبى الوحيد أن حبيت شخص زيه أنا انخدعت فيه ومكنتش متصوره أن هو بالحقارة دي بسبب اللى عمله مش هقدر أثق فى أى حد بعد كدا أو أنى أجرب الحب تانى
أخذت نازلى تمسد على شعرها الذهبى ولم تجد أجابة لترد عليها سوى
أن صمتها إليها بقوة
فى الصباح
كانت فيروزة تهبط من على السلالم ولكن قاطع طريقها وليد وهو يمسكها من معصمها بقوة جعل تلك الأسورة التى ترتديها تنكسر وټجرح يديها فقال بسخرية
أنت واحد مريض نفسيا والله أنصحك تروح تتعالج أحسن ليك
وليد من رأيى