الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية عشتار وجلجامش

انت في الصفحة 4 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

عشتار: نعم بالطبع سمي ماشئت فقط اتركيني اعيش

السعلاة: لا أظن أنك ستوافقين على شرطي من الافضل ان آكلك

عشتار: لا لا أرجوك لقد وافقت على شرطك قبل ان اسمعه فقط سمي ماشئت

السعلاة: هل هذا وعد؟؟

عشتار: نعم أعدك أن أنفذ ماتطلبيني أرجوك أخبريني بشرطك

السعلاة: حسنًا مادمتي قد قطعتي وعدًا سأعلمك بطلبي ومبتغاي لكن أحذرك إن اخلفتي بهذا الوعد لن يستطيع أحدٌ من الإنس أوالجن مساعدتك سنلتزم بالاتفاق نحن الاثنتان ولن تتجرأ إحدانا على النكث به

احتارت عشتار ولكن بحسب الظاهر لايوجد لديها خيارٌ آخر عدا الموافقة فأي شيء سوى المoت

عشتار: حسنًا أعدك

السعلاة: جميل جدًا

طلبي وشرطي ومبتغاي أن أشاركك في زوجك

انصعقت عشتار من طلب هذه الجنية

إلا أن السعلاة اردفت: في كل شهر عند اكتمال القمر اتلبسك واشاركك زوجك ليلةً واحدةً فقط

انتم معشر نساء البشر دائمًا تقولون أن المoت أهون لديكن من أن تتشاركين زوجك مع أحدهم فهل تفضلين المشاركة أو المoت الآن قرري وتذكري أنك وافقت وعاهدتيني ولن يستطيع أحدٌ من الإنس أو الجن التدخل في هذا الاتفاق ومساعدتك.. ماتقولين؟؟

اخذت عشتار تفكر بحرقة واخذت تحدث نفسها

” لا أريد أن يشاركني أحدٌ في زوجي ويستحيل أن أشارك هذه الجنية الشمطاء ولكن مالعمل ليس هناك حيلة أما أن أوافق أو أموت”

ونزلت دمعةُ حرقةٍ من عينيها ما إنه لابتزازٌ صعب

السعلاة: تبا لك أيتها الإنسية هل توافقي أو تموتي هيا بسرعة

حين سمعت عشتار هذه الكلمات لمعت فكرةٌ في عقلها إن نجحت ستكون قد نجت بحياتها وتخلصت من هذه العجوز للأبد

عشتار: حسنًا.. أوافق على أن أشاركك في زوجي ” الإنسي” للأبد مرةً في كل شهر تتلبسيني وهذا بيني وبينك لن يعلم أحدٌ به

ولايحق لإحدانا الإخلال بهذا الشرط

السعلاة بفرح شديد: كرري ماقلتي ثلاث مرات

كررت عشتار ماقالت ثلاث مرات ونظرت للسعلاة التي كانت فرحةً جدًا بانتصارها

السعلاة: حسنًا لقد تم الأمر، لقد شاركتك في زوجك الإنسي للأبد اذهبي الآن وحين اكتمال القمر من كل شهر سأجدك أينما كنت

عشتار: حسنًا ياشريكتي الوداع الآن لكن هل يمكنني استعارة قليلًا من الماء لأروي عطشي

السعلاة: خذي هذه القارورة ستعينك في سفرك

عشتار: أشكرك

السعلاة: اغربي عن وجهي الآن وتذكري موعدنا عند اكتمال القمر اتلبسك واشاركك في زوجك

مشت عشتار وهي تهم الخطا بسرور ونصف ابتسامة ونشوة انتصار، لم يخطر ببالها أن تخدع جني من قبل وصلت للنسر وحملته على عنقها واكملت مسيرها حتى ابتعدت واختفت عن السعلاة

في هذه الأثناء دخل كبير الوزراء سامد على الملك عيقم الذي كان جالسًا وحده بعد الاجتماع

عيقم: مايشغل بالك؟

سامد: مايشغل بالك

عيقم: هل تعتقد أنه يستطيع مجابهة تلك العينين مرةً أخرى؟

سامد: عندي اقتراح إن سمح لي مولاي

عيقم: تفضل ياصديقي

سامد: إنه ابنك وولي عهدك وقائد جيشك اعتقد أنه من المخاطرة وضعه في اختبار كهذا

عيقم: أنت تعرف طنطل عنيد جدًا ولن يتنازل عن مطلبه سيقحم نفسه في اختبارٍ هو مهلكه

سامد: لهذا جئتك يامولاي. ماذا لو جعلنا إحدى الجنيات تتشكل على صورة عشتار ونجعله يقتلها بهذا نكون قد عززنا ثقته بنفسه وأنه أثبت كفاءته والأهم من ذلك نوهمه أنه تغلب على عشقها ونحن بدورنا نقوم بقتل عشتار

عيقم: كيف ستقتلها والخاتم

سامد: في الوقت الذي سنشن في هجمتنا سأضع جائزةً لمن يأتيني برأسها له نصف ما أملك وسأرسل لها أكثر من جني لتحتد المنافسة فحين تخور قوى جلجامش في المعركة عندها نعطيهم الإشارة بالهجوم على عشتار وقتل@ها وبهذا نقوم بتشيت قوة جلجامش واضعافه أكثر ليتسنى لنا التغلب عليه بسهولة، يقتلوها دون أن ينظروا في عينيها وعلينا أن نعد العدة لهذه المعركة يجب أن تكون قاضية

عيقم: يالك من صديق وفي أتهب نصف ثروتك فداء لي

سامد: أهب حياتي فداء لك مولاي

عيقم: لكن ماذا لو فشلت الخطة سيكون تأثيرها سلبي على طنطل لاشك، أعني فيما لو قام طنطل بقتل عشتار المزيفة وفشلت خطتك في قتل عشتار الحقيقية واكتشف طنطل أنها ماتزال على قيد الحياة

سامد: لاضير في ذلك، إذ أنه يعتقدها ساحرة

عيقم: الحق ماتقول

بعد عناءٍ طويل في حر الصحراء وصلت عشتار أخيرًا لوادٍ به عدة شجيرات لكن لايوجد ماء هنا إذ كانت الأشجار يابسة وسكونٌ غريب يحف بالوادي

أخذت تمشي بحذرٍ وخوفٍ وترقب المجهول إذ أنها أيقنت أنه لابد من وجود تحدٍ جديد هذه المرة

أخذت تبكي من الخوف وتقول” متى سأصل أرض الجن المزعومة لقد خارت قواي وعقلي لم يعد بإمكانه الصمود أمام جنيٍ آخر

ياترى هل أنا على الطريق الصحيح وهل توجد أرضٌ للجن أصلًا”

فجأة سمعت صوت رفرفةٍ تبعه صوتٌ يستنجد

“ساعدوني النجدة أنقذوني من هذا الشرير”

أخذت تبحث عن الصوت ولكن لم تجد شيئًا

هذا ماكان ينقصها إنقاذ أحدٍ ما

هي نفسها تحتاج من ينقذها

ظنت انها تهيآت أو قد تكون خدعةً ما فأخذت تشد الخطى إلى أصبح الصوت أقوى من ذي قبل

“اتركني ايها المتوحش”

نظرت تحت شجرةٍ قريبة وكانت المفاجأة

وطواطٌ صغير يعض على جناح فراشةٍ وهي تستغيث

كادت عشتار ان تهرب عنهم بعيدًا لكنها أشفقت على الفراشة وتذكرت ماحل بها

” إن هذه الفراشة تمر بنفس مامررت به مذ دخلت هذه الأرض المرعبة لابد أن أنقذها من براثن هذا الوطواط الشرير”

فحملت حجرًا صغيرًا وألقته بجانب الوطواط محاولةً إخافته

“اتركها ايها الشرير”

بسرعة ترك الوطواط الفراشة التي ولت هاربةً بسرعة أما الوطواط كان فقد اعتلى الشجرة بسرعة واختبأ وراء غصن صغير مخبأً رأسه فقط أما جسمه فكان واضحًا جليًا

وقفت عشتار أمام هذا المشهد لاتدري ماتفعل

ثم همت بالانصراف

ما إن مشت قليلًا حتى سمعت الوطواط يناديها

“هاي أنت”

التفتت له مرةً أخرى فخبأ رأسه بسرعة

قالت عشتار بحذر: ماذا تريد؟

نظر إليها الوطواط باستغراب هذه المرة وقال: هل تستطين رؤيتي

عشتار بقلق: نعم

الوطواط باستغراب: وتسطيعين سماعي أيضًا إن هذا لعجب عجاب

أحست عشتار بالطمأنينة لسبب ما بدا أن هذا الوطواط به ظرافة استشعرتها من صوته المضحك

اقتربت عشتار قليلًا وقالت: وفيم العجب ايها الجني الصغير

الوطواط: إن كان بإمكانك رؤيتي وسماع صوتي فأنت لست بجنية

عشتار: أنا من بني البشر

الوطواط: البشر!!

يعني انت من الإنس وليس من الجن وماذا تفعلين هنا

عشتار: إنها قصة طويلة أيها الجني الصغير

الوطواط: أنا لست صغيرًا ولست جنيًا أيضًا

أنا استطيع إخافة أكبر جني في الدنيا

ضحكت عشتار

الوطواط: ألا تصدقينني أنتم بنو البشر تستخفون بكل ماهو أصغر منكم وتخافون من كل ماهو أكبر منكم

عشتار: آسفة أيها الوطواط الجميل ولكني لم اضحك منذ زمن

الوطواط: أنا لست جميلًا أنا أكره الجمال

عشتار: ما أنت إذًا لقد أثرت فضولي

الوطواط: أنا كابوس جني مخولٌ بإيحاء الأحلام المزعجة والمخيفة في نفوس الجن وهم نيام وتلك الفراشة هي الحلم الجميل لقد كنا نتنافس حتى نصل لجنيٍ نائم لكنك أفزعتني وجعلتي الفراشة تهرب وتظفر بذلك الجني سحقًا

عشتار: وهل تحلم الجن؟

الوطواط: بوجودنا نعم نحن نبث الأحلام في عقولهم النائمة نتغذى على حزنهم وفزعهم ودموعهم والفراش يتغذى على فرحهم وسعادتهم وضحكهم

عشتار: ياللعجب

الوطواط: العجب إني لأول مرة أعرف أن بإمكان بنو البشر رؤيتنا فالجن لايستطيعون رؤيتنا

الأحلام لاترى بل تُحس حتى أنتم بنو البشر حين تنامون تحسون بالأحلام لكن لاتستطيعون رؤيتها

قالت عشتار بمكر: ولكني حين أنام أشاهد أحلامي

الوطواط: كيف تشاهدينها وعيناك مغلقةٌ أيتها الماكرة

ضحكت عشتار وقالت: أنت ظريف جدًا ما رأيك أن تصحبني

الوطواط: لا استطيع فأنا جائع سأبحث لي عن جني أفزعه بكابوسٍ حتى أشبع

عشتار: ماذا لو بكيت أمامك أو أُصبت بحزن هل تشبع؟

الوطواط: امممم لم اتغذى على حزنٍ إنسي من قبل لكن لاضير من التجربة فأنت جميلةٌ جدًا وكلما زاد الجمال كان حزنه ألذ وأفضل

عشتار: هههههه أنت ظريف جدًا أرجوك اصحبني وسأشبعك حزنًا فقصتي قادرةٌ لاشك على إشباع كابوس جني

الوطواط: حسنًا ولكن بشرط

عشتار: ماهو؟

الوطواط: أن تسميني الكابوس المرعب العظيم

عشتار: هههههه لا سأدعوك كابوس فقط مارأيك

الوطواط: حسنًا
الحلقة الخامسة- الإنسية وال@جن
الإنسية التي تزوجت جني

مشت عشتار حاملةً نسرها ومعها صديقها الجديد ” كابوس” وهو وطواط مخول ببث الأحلام المزعجة والمخيفة في عقول الجن حين تنام

أخيرًا أصبح لديها من يؤنس وحدتها حتى وإن كان كابوسًا
أخذت تقص عليه قصتها وهو يتلذذ بمايسمع
إلى أن انتهت من سرد قصتها كاملة

كابوس: آه لقد اصبت بتخمة، قصتك حزينةٌ جدًا أشكرك

عشتار: إن كنت تهوى الحزن لاتتركني فالحزن وأنا رفيقان منذ زمن

كابوس: حسنًا ياصديقتي لن اتركك لقد اتضح لي ان بنو البشر يحزنون على اشياء تافهة وسهلة الهضم

عشتار بغضب: هل تسمي مامررت به من كل الاهوال والمخاطر تافهًا

كابوس: بالنسبة لهذا العالم أنت تخافين من أشياء عادية وطبيعية لكن بالنسبة لك فهي مخيفة ومفزعة وهذا مايجعلنا أصدقاء فكلما كان الخوف من شيءٍ عادي وسهل كان ألذ وأسهل أن يؤكل

عشتار: حسنًا بحسب مقاييسك ماهو أصعب موقفٍ في قصتي

كابوس: اممم.. فقدك لزوجك وابنتاك

نكست عشتار رأسها باتجاه النسر بحزن وقالت: صدقت

ضحك كابوس وقال: كم إحزانك سهل ياعشتار ستوفرين علي عناء الصيد

عشتار: زوجي المسكين علي أن آخذه لأرض الجن بأسرع وقتٍ ممكن

كابوس: تقصدين أن عليك أخذه لقلعة جلجامش فأنت في أرض الجن أصلًا

عشتار: لكني لا أرى جنًا في الأرجاء أين بيوتهم أين ضيعهم هل هم مختبئون أم ماذا؟

كابوس: كل الجن تسكن مع قبائلها وكل قبيلة تسكن قلعةً كبيرة محاطة بأسوار طويلة وعليها حراس من أشد الجن قوة يدعون بالعفاريت الحارسة، فقط الصيادون والجنود والتجار من تجديهم خارجًا والجن المنفيون طبعًا

عشتار: وأين تقع قلعة جلجامش هل هي قريبة من هنا؟

كابوس: المشكلة ليست في البعد أو القرب

عشتار: أين المشكلة إذًا؟

كابوس: كيف ستدخلين القلعة هي المشكلة الوصول لقلعة الجن شيء ودخولها شيء آخر

عشتار: ألاترى جلجامش معي حين يراه الحراس سيدخلونني لاشك

كابوس: لا أعتقد انها فكرة صائبة أنك تخاطرين بحياتك وحياته أيضًا

عشتار: هل لديك خيار آخر

كابوس: ها.. لا

عشتار: إذًا خذني إلى هناك أرجوك لقد تأخرت بما فيه الكفاية

مشت عشتار حاملةً جلجامش الذي بدا انه تحسن كثيرًا يرافقها كابوس إلى أن وصلوا لجسر طويل معلقٌ في الهواء

نظرت عشتار للجسر الذي كان يخترق الضباب لكنها لم تستطع أن ترى نهايته

كابوس: نهاية هذا الجسر تؤدي لقلعة جلجامش

عشتار: وهل عبوره آمن

ضحك كابوس بخبث قائلًا: وهلا لديك خيارٌ آخر؟؟

عشتار: اتمنى فقط أن لا أقابل أي جني

مشت عشتار تشد الخطا آملةً الوصول في أقرب وقتٍ ممكن

كان عيقم جالسًا على عرشه يفكر ويخطط للمعركة المقبلة وإذا بسامد يدخل عليه فجأةً وقد بدا على ملامحه القلق

سامد: مولاي هنالك أمر جلل

عيقم: ماذا حدث؟؟

سامد: بعد أن أخبرنا طنطل أن جلجامش مصاب والخاتم الذي تلبسه عشتار لاجدوى منه خطرت في بالي فكرةٌ لاستغلال ضعف جلجامش وخطف عشتار
فأرسلت الغراب الأسود لعالم الإنس ليتنكر لعشتار بصورة جلجامش ويخطفها
لكنه بحث عنها في عالم الإنس ولم يجدها هناك
وحين كان عائدًا مر بالسعلاة وأخبرته أن إنسية مرت بها تحمل نسرًا

نهض عيقم من كرسيه وقال: إن هذا مستحيل.. لايصدق!!
كيف جرأت هذه المرأة أن تدخل أرض الجن ولماذا لم ينتبه لها جواسيسنا ولماذا تحمل نسرًا

انت في الصفحة 4 من 20 صفحات