" ما هو الشي الموجود في" أجسادنا ولايوجد في جسد سيدنا ادم عليه السلام
علم الله آدم علم كل شيء: علم كل الأسماء ( هذا جبل، هذا طير، هذا ماء)، كل اللغات أصلها أسماء، ثم تأتي الأفعال والحروف، الطفل عندما نعلمه نبدأ بتعليمه الأسماء، ثم نتدرج في تعليمه، ربما يكون أحدنا جالسًا ينظر إلى التلفاز فيعرض عليه شيء لا يعرف ما هو ويسأل عنه، لا يوجد إنسان أو عالم يعرف كل شيء.
لكن سيدنا آدم عرف كل الأسماء، ثم عرض الله هذه المخلوقات الطيور والجبال، وعرضهم على الملائكة ثم قال: ﴿أنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، لم تعرف الملائكة جواب أي شيء ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ ماذا أراد الله من هذا الموقف؟
هو رد من الله سبحانه وتعالى على كلمتهم (لن يخلق الله خلقًا، إلا كنا أكرم منه وأعلم)، فبين لهم عمليًا بأن آدم أكرم منهم، فجعلهم يسجدون له وبين لهم عمليًا أن آدم أعلم منهم، بأنهم لا يعرفون أسماء كل شيء وآدم يعرف.
لماذا ذكرت هذه القصة في القرآن؟
لأن في زماننا يدرسوننا أن الانسان بدأ لا يفهم شيئًا، ولا يعرف شيئًا، ونزل عاريًا، ثم بدأ يتعلم قليلًا قليلًا، وبدأ يرتدي الملابس، لكن الحقيقة أنّ آدم عليه السلام نزل عالمًا، يعرف كل شيء، فلم تبدأ البشرية في جهل، ولم تبدأ عارية، بالعكس ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.
كيف خلق الله حواء؟
- خلق الله حوّاء من ضلع آدم ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾، والقصة في الحديث: «أنًّ آدم كان نائمًا، فأخذ الله سبحانه وتعالى ضلعًا من جنبه الأيسر، فخلق منه حواء، فلما استيقظ آدم من النوم فإذا بهذا المخلوق العجيب الجميل قربه، فقال: ما أنت؟ فقالت: امرأة، فقال: لم خلقتي؟ قالت: لتسكن إلي، وذلك أن آدم أصيب بالضجر والوحدة.
- خلق الله له حواء لتبدأ البشرية هذه العلاقة، عاطفة السكن والمودة بين الرجل والمرأة، هذه العلاقة الطاهرة بدأت هناك في الجنة، لما رأى الملائكة هذا المخلوق الجديد، توجهوا لآدم يختبروه قالوا: يا آدم ما هذه؟ قال: امرأة، قالوا: ما اسمها؟، فأوحى الله له باسمها فقال: حوّاء، قالوا: لم سميت حواء؟ قال: لأنها خلقت منْ حَيّ.
آدم وحواء في الجنة
عاش آدم وحواء في الجنة في سعادة عظيمة، عاشوا سنين في الجنة، يأنسان ببعضهما، وكانا يعيشان بطعام وشراب وبركة من الله عز وجل، وكانا كاسيين، ما كانا عاريين، أما إبليس: فكان يحاول كل هذه المدة أن يدخل إلى الجنة، ليوسوس لهما فما وجد طريقًا.
يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا* إِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ* فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى* إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ* وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ﴾.
الأمر الإلهي بالنهي عن الأكل من الشجرة
﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، عش في الجنة سعيدًا، عش في رغد، كل كما تشاء أشرب كما تشاء، إلبس كما تشاء، إلا هذه الشجرة لا تلمسها!!