رواية عهود محطمة (كاملة جميع الفصول)بقلم ديانا ماريا
برغم أنها شعرت أنها تقسو على والدتها قليلا إلا أن هذا نبع من داخلها فهى حتى الآن لم تتقبل ما حدث وربما بمرور الأيام ستصبح أهدأ وأكثر تقب
بعد مرور 20 عاما.....
دلفت سلمى إلى غرفة أبنها الأصغر لتوقظه من النوم لأنه أوشك على التأخر لجامعته.
أقتربت منه وهزته قائلا: يلا يا أمير هتتأخر يا حبيبي وأنت قولت أنه وراك امتحان!
أدار رأسه للجهة الأخرى فتنهدت بقلة حيلة: اصحى يا بني بقا
استدار ونظر له وهو يفتح عيونه وابتسم لها: صباح الخير يا لولو.
أبتسمت وهى ترفع حاجبها: والله؟ طب قوم يا ولد هتتأخر وبلاش الشغل بتاعك ده.
ذهبت إلى المطبخ لتكمل إعداد الفطور وكان مروان مستيقظا بالفعل، فجأة دلف عليها أمير وهو يقول بمرح: صباح الخير يا ست الحبايب، أحلى صباح لما أفتح عيوني على وشك الجميل ده.
ضحكت سلمى وقد أسعدها مديح أبنها حتى وأنها تعلم أنه يمزح: بلاش الجو ده عليا ومتفكرش أنه كدة هوافق على الرحلة اللي عايز تطلعها دي.
تظاهر بعدم الفهم: رحلة إيه دي يا ماما وبعدين هو لازم أكون عاوز حاجة علشان أقولك كلام حلو يعني ؟
ضيقت عيونها بشك: يا شيخ يعني الرحلة اللي عايز تطلعها لمدة أسبوع دي مش شاغلاك؟
حك رقبته وهو يقول: بصراحة تهمني أوي ونفسي توافقي
تنهدت وقالت بهدوء: لا مش هوافق يا أمير أنا الصراحة بخاف عليك حتى لو بقيت رجل كبير ولمدة أسبوع كمان كتير أوي.
أبتسم وهو يضمها إليه ويقبل جبينها: ومين قال أني ممكن أعمل حاجة أنتِ مش راضية عنها يا ست الكل
ثم همس: بس أكيد هطلع الرحلة اللي بعدها.
ضر.بته في كتفه بمرح وقلبها ممتلئ من الحب: كدة يا ولد! أنا ميضحكش عليا المهم يلا روح ألبس يلا علشان تفكر وتمشي.
ذهبت ليرتدي ملابسه وهى نادت على مروان ليحضر، حضر مروان الذي عامه السادس والعشرين منذ فترة ووجهه هادئ للغاية ثم جلسوا يتناولوا الإفطار في هدوء.
قالت سلمى بإبتسامة لأمير: متنساش ترجع بدري علشان هنروح النهاردة نتقدم للبنت علشان أخوك.
ثم أبتسمت لمروان الذي توتر وجهه وصمت
أومأ أمير وهو يكمل طعامه، أما مروان فقال بتوتر وهو ينظر لوالدته: أنا قولت لبابا علشان يجي معانا النهاردة.
توقفت سلمى عن الأكل وقد تجمد وجهها ولم تظهر أي تعبير أما أمير فنظر لمروان بحدة.
قالت سلمى بهدوء وهى تنظر أمامها: طب وهو وافق يجي معانا ؟
أزداد توتر مروان ورد قائلا: لا، قال إنه مش عايز يبقى في مكان مش مرغوب فيه وأنه هيبقى حاجة مش حلوة نروح كلنا وأنتم منفصلين.
أبتسمت سلمى بسخرية فنادر حتى بعد أن أمضى عامين في السجن وخرج لم تتغير شخصيته بتاتا وقد تخلل عن العنف الجسدي ليلجأ إلى الخدع النفسية، أنه يحاول أن يوهم مروان أنه يفعل ذلك لمصلحته ولكن الحقيقة أنه مازال أناني ولا يهمه إلا نفسه حتى أنه يتحجج لعدم الذهاب مع مروان في أهم يوم في حيات
قالت سلمى بصوت محايد: براحته.
استأذن أمير ليذهب إلى جامعته وهو ينظر إلى مروان شرزا بسبب ما يعتبره حماقة منه ثم غادر ولحقه مروان لعمله.
لم تفكر سلمى في الأمر كثيرا حتى لا تتضايق لأنها اعتادت ذلك بسبب تأثر مروان بمحاولات نادر أن يقنعه أنه تغير، أنهت أعمال المنزل ثم ذهبت لزيارة والدتها في المق1بر، لقد توفيت والدتها منذ خمس سنوات، تحسنت علاقتهما خلال السنوات الأخيرة من حياة والدتها قليلا.