غيوم ومطر بقلم داليا الكومى كامله
نفسها أبدا من قبل بأي انثى اخري لكن رغما عنها بدأت في وضع نوف تحت المجهر...تفحصت مظهرها الرشيق الأشبه بعارضات الازياء ... كانت اطول منها بكثير وتكاد تقارب عمر في الطول غير محجبة وشعرها أسود داكن يفوق سواد شعرها بمراحل ....أما هى فكانت ضئيلة وقصيرة وجسدها طفولي وبشرتها قمحية لا شيء مميز فيها البتة ...نعم انها جذابة لكنها لم تكن يوما جميلة بالمعنى المعروف فقط عمر كان يراها جميلة ...نوف كانت سيدة اعمال ناجحة ومتحدثه لبقة جدا لكن الأهم كانت تقدر عمر وعائلته كثيرا ... علي الرغم من اموال والدها الطائلة الا انها تعلمت من صغرها كيف تعامل زوجها وعائلته وتعطيهم الاحترام اللائق بهم ....من حبها لعمر حاولت تعلم اللهجة المصرية وكانت تجاهد للتحدث بها فأصبحت لهجتها خليط غريب لكن محبب ... ورغما عنها اعجبت بها جدا وكانت تريد قټلها في نفس الوقت ... اليوم هى انتهت من مرحلة هامة جدا في حياتها ...نالت ما استحقت تماما الله سبحانه وتعالي لا يظلم ابدا وهى نالت ما سعت لتحقيقه .... تسألت عن مدى معرفة نوف عن علاقتها السابقة بعمر... هل تعلم من هى بالتحديد ... انها تعاملها بكياسة شديدة ولزيادة دهشتها بعد انتهاء الغذاء الكارثى وفي اثناء تناول الحلوي سألتها بعفوية عن خططها للفترة القادمة ....ها قد اتت الفرصة التى تنتظرها ستخبر الجميع الآن عن بعثتها القريبة ....
حاولت التحدث بصلابة لا تظهر صوتها المهزوز المرتعش قالت بخفوت..
انا جالي بعثه للولايات المتحده ... واشنطن بالتحديد وهسافر في خلال شهرين ان شاء الله....
والراجل اللي أنا قلتله يجى يتقدملك في البيت ... انسي موضوع السفر ده خالص علي الاقل لحد ما تكونى في عصمة راجل ...فريده ارادت الاحتجاج ...جدتها تهينها بقسۏة ...كرامتها تداس تحت الاقدام ..نعم هى تستحق لكن ...
فقط عمر كان يرتدى قناع جليدى لا يظهر ما يعتمل في صدره... وكأن الامور كلها لا تعنيه حتى انه وافق جدته عندما طلبت منه مقابلة عماد العريس المحتمل لها ...وافق بسهوله مزقت قلبها ...عمر اصبح لديه كامل الاستعداد بتسليمها لرجل اخر بيديه ... ليتها اصرت علي رفض دعوة نوف لكن فات الاوان وهاهى الان تواجه واحدا من اسوء ايام حياتها ومضطرة إلي الاحتمال حتى النهاية ... منذ عودة عمر وهى تضغط علي اعصابها بقسۏة المتها وانهكتها واصبحت معرضه للاڼهيار التام في أي لحظة ... لكنها لو كانت رفضت بعدما قبلت دعوة محمد لكانت اصبحت مفضوحة بالكامل فاضطرت للقبول وهى تبكى الډماء بدلا من الدموع ...
من بعيد لكن لم يتجرأ احدهم علي التقدم منها أو حتى عرض المساعدة ...اعتدلت في جلستها في حرج ..مازال الدوار يعبث برأسها كيفما يشاء لكنها قاومت .. بالتأكيد هى تعانى من انخفاض الضغط كعادتها كلما توترت ..لكن هل كانت تحلم بعمر يضمها اليه وينقذها قبل سقوطها ارضا .. ربما كان حلم وربما هو من اجلسها علي المقعد لكن النتيجه المؤلمة انها لاول مره تستيقظ من اغمائها ولا تجد عمر ينحنى عليها بقلق ويمسح وجهها بحنان ..لقد تركها فاقدة
راقبت كل عائلتها يهرولون في اتجاهها والقلق يرتسم علي وجوهم ... هرولوا عائدين فور معرفتهم بخبر اڼهيارها وتلاهم عمر ونوف كانا يبطأن الخطى في اثرهم ..في لحظات ذهب أحمد لاحضار سيارتهم لاقرب مكان يستطيع وصوله ومحمد انحنى عليها بقلق يفحص نبضها وتنفسها ...اما والدتها فبدأت بالدعاء لها ...قالت وهى تبكى دون ان تدرك انها كانت تهاجمها بقسۏة...
كده يا فريده ... ارهقتى نفسك جامد الايام اللي فاتت ... مزاكره وقلة نوم وقلة اكل ..اخدتى ايه في الاخر من الهم ده كله
نظرات محمد التى كانت تلومها انبئتها انها تسرعت ...هى كانت قلقه فأفرغت مكنونها الذي حجبته عن فريده لسنوات ...مع قلقها لم تستطع ان تتحدث بغطاء الدعم الذي غطتها به لسنوات فخرجت الكلمات عفوية ولكن قاټلة ... ارادت أن تنشق الارض وتبتلعها .. لو كان فقدان الوعى اختيار لكانت اختارت ان تفقد الوعى الان ...ربما غيبوبة ابدية لا تستيقظ منها ابدا افضل حل لكل مشاكلها والامها وكرامتها الجريح..وبالاخص لقلبها المحطم ..فجأة تحدث محمد بطريقة غريبة .. علي الرغم من دوارها العڼيف الا انها سمعته يوجه حديثه للجميع ويقول .. ربنا يستر شكلها عندها مشكلة في الكلي زى أحمد ...وكأنه القي قنبلة شديدة الدمار ...تجمد الجميع للحظلت ثم بدؤا