شغـ،ـفها عشقاً
الشر كالنيران إذا لم تجد شيئاً تحرقه فإنها تحرق صاحبها.
صاحت سعاد برفض و إصرار نحو أمر تعلم نهايته:
"قولت لاء يعني لاء، مالقتش غير بنت يعقوب الراوي و عايز تتجوزها!"
سألها بتعجب:
"مش المفروض بنت يعقوب الراوى دى تبقى بنت أختك برضو!، يعني المفروض تكوني موافقة"
جلست على الأريكة و أخبرته:
"أفهم يا أبو مخ تخين، أنا و أنت عارفين اللى فيها، أبوها يطيق العمي و لا يطيقك، شايفك على طول أنت اللى فسدت ابنه الكبير و حتى خالتك ما بقتش طايقني من وقت...
صمتت قبل أن تسرد ما تم دفنه بين طيات النسيان، و بدي ذلك على ملامحها و عينيها التي تنضح بالقلق و الخۏف من شپح الماضي، لم يغفل ابنها عن ذلك لذا سألها:
نهضت وهمت بالذهاب فأجابت حتى لا يسألها مرة أخري و يكشف السر القديم:
"حضر نفسك بالليل عشان هاخدك و نروح عند خالتك، و اتمني يكون جوزها غير فكرته
عنك و ربنا يستر"
اتسع ثغره بابتسامة غمرت ثغره الذى قال بوعيد و صوت خافت شارداً نحو نقطة وهمية:
"اطمني يا أمي لو هو لو موافقش أنا هخليه يوافق"
ـــــــــــــ
حل المساء فاسدل الليل ستائره المظلمة على أنحاء المعمورة، بينما في منزل الحاج يعقوب هناك من تنتظر قدوم حبيبها ليتقدم لخطبتها، لكن تخشى ذلك اللقاء الذى حتماً سينتهى بنشوب حرب ضروس لا تعلم مدى نتائجها و ما سيترتب عليها من أمور ربما ستؤول إلى نهاية ستدفع هي ثمنها.
قالتها والدتها التي تجلس أمام التلفاز، و عندما تمعنت النظر إلى ابنتها، ضيقت عينيها فسألتها:
"أنتِ لابسة ليه كدة إن شاء الله و رايحة على فين؟"
ازدردت لعابها بتوتر بالغ، اقتربت من والدتها لتخبرها بصوت خافت:
"بصراحة كنت عملها لكم مفاجأة، و خصوصاً لبابا لما يجي من المحل"
حدقت إليها والدتها باستفهام: