رواية لهيب الهوى بقلم شيماء الجندي
-أيه !!
عضت علي شفتها بحرج محاولة أن تستجمع حروفها..لينظر إلى تلك الشفتين لحظات ثم رفع أنظاره مسرعا ينهر نفسه وقال بحدة:
-عايزه أيه !!
نظرت إليه خجل ثم قالت مسرعة:
-عاوزه أستلف منك هدوم !!
اتسعت عيناه باندهاش ثم ألقى نظرة سريعة إلى ملابسها..لتظهر شبح ابتسامة على وجهه أسرع يخفيها وقال:
-وده ليه بقى !!
-انت هتستهبل مانت أكيد فهمت !!
رفع حاجبه ثم قال بغضب:
-ده إنتي شحاتة بجحة فعلاا!! إنتي بتشتميني وإنتي محتاجة مساعدتي.. طيب خلاص.. أنا بقى مش بحب حد يلبس معايا !!
تأففت بغضب تنفخ وجنتيها وقالت:
-أحسن وأنا مش عاوزة منك حاجة … !!
ثم اتجهت إلى الحمام تدب الأرض بغضب..ارتفعت ضحكاته علي أفعالها وبدأ بتغيير ملابسه منتظرا ليرى كيف تتصرف وحدها بذلك المأزق ….
-***-
انهت حمامها مرتدية بورنصها الخاص … ثم توجهت إلى الخارج بغضب تحاول كبحه بشتي الطرق …. اتجهت إلى غرفة الملابس مرتدية إحدى القطع الحريرية السوداء التي كشفت عن مفاتنها بسخاء واضح.. لتمسك بذلك الروب القصير وتحيط به جسدها بابتسامه متمردة.. ثم اتجهت إلى الخارج رافعة رأسها إلى أعلى حسنا ذلك الروب يصل إلى منتصف فخذيها لكن أفضل من لا شيء..
نظرت “رنيم” باندهاش هل سوف يترك لها الأريكة !! ذلك الوحش الفظ.. كيف يفعل ذلك.. نظرت له بغضب.. ثم اتجهت إلى النور تطفئه ومنه إلى أريكتها أو بمعنى أدق فراشها الصغير … جلست فوق الأريكة تثني ركبتيها بعض الوقت..تحاول ترتيب أفكارها.. ليغلبها سلطان النوم وتنام بتلك الجلسة……
فزع “أيهم” على ذلك الصوت بمنتصف الليل ليهب من الفراش متجها إليها ليجدها تنتفض تسقط دموعها ترتعش شفتيها تهتف باسم أخيه …
هو رأى حالتها تلك حين هددها.. لم يوقظها … ضيق عينيه ناظرا لها ببعض الضيق.. لما تهتف باسم أخيه المتوفي وهي زوجته الآن يورقه ما يحدث للغاية … أفاق من شروده على كلماتها
تعاني من كابوس ومن الواضح أن أخيه هو منقذها، زفر ببعض الضيق مادا يده إلى كتفها يهزها برفق انتفضت كالملسوعة تبتعد عنه إلى نهاية الأريكة تتأكد أن روبها لازال مغلقا تنظر حولها.. تنظر إليه بهلع ودموعها لازالت تسقط.. أشفق على حالتها تلك..بدت له كطفلة مذعورة من إحدى كوابيسها.. اتجه إلى المنضدة ثم عاد إليها يحمل كوب المياه جالسا أعلى الأريكة بجانبها يقول بصوت هادئ:
نظرت إليه ثم إلى الكوب ومدت يدها المرتعشة تحاول الإمساك به لكنها كادت تفلته.. من حسن حظها أن “أيهم” لم يترك الكوب لها.. فاقترب منها بهدوء يمد الكوب إلى فمها لترتشف المياه وتحاول تمالك أعصابها.. أغمضت عينيها ثم اتكأت برأسها إلى الأريكة خلفها تحاول تهدئة نبضات قلبها..ثم هدأت تدريجيا تنظر إليه بحرج قائلة
-آسفة !!
نظر لها لحظات ثم سألها مباشرة:
-بتحصلك كتير !!
خجلت من نفسها بشدة لتقول:
-بقالي فتره مش بيحصلي كده بس من ساعة وفاة شهاب..وأنا بتتكرر معايا !!
نظر لها ثم قال ببرود:
-تحبي أحجزلك عند دكتور نفسي..يشوف حالتك دي !! العلاج مش عيب …العيب إنك تسيبي نفسك كده.. كل شويه صريخ وإنتي معاكي أطفال …!!
نظرت له لحظات متألمة من كلماته ثم نكست رأسها تهمس بخفوت:
-لا ماتحجزش..أوعدك مش هتتكرر !!
ندم على حديثه الجاف ذلك وكلماته القاسية.. لكنها أغضبته واستنجادها بأخيه اشعل نيران داخله.. لا يعلم مصدرها … كل ما يعلمه أنها أحرقته الآن بفعلتها ويريد رد الصاع صاعين لها.. ومن الواضح أنه بالغ معها !!
نظر لها يقول بحدة:
-شهاب بيساعدك إزاي في حلمك !!
رفعت رأسها تحدق به ببلاهة وقالت:
-ليه !!
لم يعرف بما يجيبها كل الذي يعلمه أنه يريد معرفة سر تعلقها بـ “شهاب”.. ليسألها على الفور:
-كنتي بتحبيه ؟؟!!
-***-
خرج “سيف” من المرحاض وهو يجفف خصلاته المبلله وهو يرتدي فقط مئزر الحمام واتجه
من فوره إلي غرفه الملابس وهو يشيح بنظراته عن زوجته التي استقرت بجسدها الصغير فوق الأريكة تنتظر خروجه بفارغ الصبر علها تُصلح ماافسدته معه منذ شهر ونصف حيث ذاك اليوم المشؤم التي افصحت به عما يجيش بصدرها من مخاوف تجاه أرمله أخيه واهتمامه بها لقد زاد
الأمر عن الحد كثيرًا لما يفعل كل ذلك، لقد كان يحركها دافع الغير الأنثويه ليس إلا هو منذ تلك
الليله يعاقبها بهجره لها لقد أشتاقت إليه وبشده..
اتجهت إلي غرفه الملابس خلفه وقفت ببادئ الأمر تنظر إلي قسمات ظهره العاري لتقدها قدميها إليه ترفع يديها الصغيره تحيط خصره بقوة من الخلف تضع خدها علي ظهره العاري بعد أن وضعت قبله صغيره عليه وهمست له باشتياق ولوعه:
– وحشتني اوي ياسيف !!
ارتبكت أنفاسه بشكل واضح حيث صدره يعلو ويهبط بقوة هو ايضا اشتاق إليها لكن عليه تلقينها درسها للنهاية حتي لا تضع حياتهم في مهب الريح مره اخري بدون تفكير.. رفع يده بهدوء يفك يدها عنه وتركها منصرفا إلي الأريكة التي اتخذها مضجعا له بالفتره الأخيره بعد أن حاولت عده مرات تُلهبه بأفعالها متصنعه النوم..
اغضبها ما يفعل للتجه إليه بخطوات غاضبه تصرخ به بقهر:
-أنت شايفني وحشه بعد الحمل صح ؟؟ مبقتش عاوز تقرب مني وبتتهرب بمشكله صغيره زي ديه ماحنا ياما اتخانقنا وانا عملت ايييه يعني لكل ده ؟؟!!!
اعتدل فوق الأريكة يهتف بنفاذ صبر وغضب يزيح الغطاء عنه بعنف قائلًا:
– أنت عاوزه نكد صح ؟؟! ثقتك المعدومه فيا وأنك تتهميني أني عيني من مرات اخويا عشان
بتصدقي أي كلام يتقالك وتخربي حياتك معايا دي حاجه عاديه صح ردييي عليا ؟؟!!!
ارتعدت حين كشر عن أنيابه هكذا معها وصرخ بها بعنف لتنفجر بنوبه بكاء هستيؤيه وهي تخبئ وجهها بحزن منه ليزفر بعنف وقد رق قلبه العاشق لها واعتدل يجذبها إليه بحنو لتسقط باحضانه تخبئ وجهها بعنقه تبكي بشقهات مرتفعه ليرفع حاجبه الأيسر من فعلتها مبتسما وهو يربت علي خصلاتها هامسا لها بمكر:
-لا ده أنتِ قاصده بقااا ؟؟
لم تجيبه إنما رفعت وجهها قليلًا تتأمله بعشق جارف لحظات قبل أن تنقض علي شفتيه بجراءه
لم يعهدها منها تُقبله بنهم شديد تبس جسده لحظات قبل أن يبادلها قبلاتها بأخري ألبهبتها وهو
يُريح جسدها أعلي الأريكة ويعتليها هامسًا لها من بين قُبلاته:
– تعرفي لوفكرتي بس تشكي فيا مره تاني هعمل فيكي ايه ؟؟!
قبلته بجانب فمه وهي تهمس له بصوت مبحوح:
– أول وآخر مره مش هعملها تاني … وعد…
ابتسم من بين قُبلاته وهمس ويديه العابثه لم ترأف بحالتها:
– بحبك.. أنتِي كمان وحشتيني …
لهيب الهوى
~~~~~~~~~~~~~
وقف بشرفة جناحه عاري الصدر شاردا كادت الأفكار أن تفتك برأسه تذكر هيأتها حين
احتض-نت جسدها وأشاحت بنظراتها عنه رافضة إجابه كلماته المتسائله، ثم تكورت بجسدها فوق الأريكة تُغمض عينيها بإرهاق واضح …
استند بمرفقيه إلى الشرفة رافعا رأسه إلى أعلى متنهدا بضيق زافرا أنفاسه غاضبا من نفسه.. كيف له أن يسألها تلك الأسئلة، الآن سوف تظن أنه يهمه أمرها..سوف تظن أنها ذات شأن رفيع لديه.. زفر بضيق ثم اتجه إلى الداخل، ألقى
بنظرة فضولية نحوها ليطمئن على حالتها وياليته لم يُلقِ … لقد ارتفع ردائها إلى أعلى ليظهر سيقانها البضة بسخاء شديد …. جز على أسنانه ثم اتجه إلى الفراش يمسك الغطاء متجها إليها يضعه فوقها بهدوء ثم عاد إلى الفراش مره أخرى ليمدد جسده بإرهاق شديد.
استيقظت صباحا بجسد متألم لتعتدل فوق الأريكة محاوله تحريك ذراعيها وتمديد عظامها.. هبطت عيناها إلى ذلك الغطاء الخفيف باندهاش.. هل وضع فوقها غطاااء !!.. لترفع عيناها تجاه الفراش فتجده مفترشا إياه بأريحية شديدة لتضيق عينيها وتقف متجهة إليه تنظر بازدراء نحوه قائلة:
-آه طبعا نايم ومرتاح وأنا عضمي اتكسر !!
-طبيعي انام مرتاح في سريري !!
شهقت حين جذبها من خصرها إليه معتدلا فوق الفراش مقربا إياها منه يكمل:
-لما تحبي تتكلمي عليا في ضهري..ابقي اقفي بعيد ووطي صوتك.. وطبيعي جداا إني أنام في سريري مرتاح..أنا مش فاكر إن اتفاقنا كان فيه حاجه تمنع ده … لكن لو إنتي حابة تريحي عضمك اللي اتكسر وتشاركيني فيه.. صدقيني هرحب بيكي أوي !!
أنهى كلماته مقتربا من شفتيها الوردية لتبعد رأسها تتحدث غاضبة
-أنا مش خايفة منك عشان أتكلم عليك في ضهرك …وبعدين أيوه مكنش اتفاقنا بس من الذوق إنك كنت تسيبلي السرير لأن انت الراجل … وحاجة أخيرة انت وقح وسافل وإوعي بقي !!
امسك يديها الصغيرتين قالبا إياها على ظهرها يطل عليها بصدره العاري وتلك النظرات الوقحه تندلع من عينيه علي ملامحها وخاصه تلك الشفتين … !!! لا تدري كيف يتحكم بجسدها بتلك السرعة، ذلك الفارق الجسماني فيما بينهم يجعله يتحكم بجسدها كالدُمية !!
عقدت حاجبيها برقة تنظر إليه بغضب تقول:
-أيه اللي بتعمله ده سيبني !!
أغمض عينيه لحظات ثم فتحها ينظر إليها بحدة مطلقا أسهم نيران من عينيه يقول بغضب:
-اسمعيني كويس عشان الكلام ده مش هيتعاد تاني … لو فكرتي تغلطي فيا أو تقلي أدبك عليا وتطولي لسانك اللي عاوز قطعه ده تاني أنا هربيكي ساعتها بطريقتي.. مش أنا الراجل اللي مراته تشتمه..سااااامعة !!
نطق كلماته الأخيرة مزمجرا بها بغضب لتتطلع إليه بهلع من أن يتطاول عليها بيده، نظرت تلقائيا إلى عضلات جسده النافرة وهي تعقد مقارنة سريعه بعقلها بينها وبينه لتكتشف أنها خاسرة تماما أمامه لتقول بحده مماثله محاولة التغطية على خوفها:
-أيه ده محصلش حاجة لكل ده وبعدين أنا قايمة جسمي كله مكسر ولو فكرت تمد إيدك عليا هكسرهااالك !!
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة خ-بيثة وقال:
-فعلا !! هتكسريها !! وأنا حابب أشوف هتكسريها إزاي !!
ثم رفع يده إلى أعلى بعد أن كشر عن ملامحه بغضب لتُغمض عينيها مسرعة تُشيح برأسها إلى الجانب مما اظهر له نحرها الجميل البض بـسخاء شديد، ابتسم لفعلتها ثم حدق بها بهدوء ينظر إلى خصلاتها المبعثرة ثم تلك الرقبة المرمريه ذات رائحه الورود التي تعبث بأنفه الآن تحثه علي مالا يُحمد عُقباه، ثم هبط بأنظاره إلى عضمتي الترقوة ارتفعت نظراته إلى شفتيها مره أخرى ليزدرد ريقه بتوتر هابطا بشفتيه برويه إلي مستوي شفتيها، هو لم يعُد يحتمل ماتفعله تلك الفاتنة.. هي زوجته ما بها إن حظي بقُبلة واحدة.. فتحت عينيها تعدل رأسها عاقدة حاجبيها باندهاش من صمته لتجد مشهد أمس يتكرر ها هو ينظر إليها بنفس الطريقة لم تستطع الاعتراض حيث هبط بشفتيه عليها ملتقطا تلك الكريزتين يُقبلهُما بنهم واضح لم يشعر بنفسه وتحولت القُبلة السريعة إلى لحظات يلتهم بها شفتيها يكاد يُدميها.. تشنج جسدها لفعلته..دبت به القشعريرة لذلك التلامس الذي لم تتوقعه أبدا اتسعت لبنيتيها بذهول لم تعد تستطيع التنفس لترفع يدها التي تركها تضعها فوق صدره تحاول إبعاده عنها.. وبعد عدة محاولات فاشلة منها تركها أخيرا يلهث بعنف ينظر إليها بغضب واضح ثم إلى تلك الشفتين المتورمتين بانزعاج ليبتعد عنها مسرعا بعنف يزيح خصلاته إلى الخلف يقول:
-أنا مش بمد إيدي علي الليدز.. ده عقابي افتكري ده كل ماتطولي لسانك !!
ثم اتجه إلى الحمام تحت نظراتها المندهشة مما حدث لتنتفض حين صفق الباب بغضب تقول
بذهول بنبرة خافتة:
-هو اللي باسني وهو اللي متعصب !!
وقفت ومازالت الصد@مة تسيطر علي جسدها تتجه إلى غرفه أطفالها لتمر بمرآها وكادت أن تكمل لكنها وقفت تشهق واضعة يدها أعلى فمها.. لقد كان روبها محلول..لقد كانت تكشف له عن مفاتنها بلا شعور منها وتتسأل لما فعل ذلك ؟؟!.. لتقول بغضب:
-غبية فعلااا غبية.. أنا إزاي ماخدتش بالي.. !!
أغلقت الروب بإحكام ثم رفعت يديها تلملم خصلاتها بعشوائية إلى أعلى.. لتقع نظراتها على شفتيها التي تورمت بشكل واضح أثر فعلته الوقحة معها.. لتتمتم
-أنا استاهل أيه وداني عنده.. صحيح النومة تقرف بس أنا جسمي أصغر منه كتير.. الكنبة مش ممكن تكفيه ده !!
ثم أكملت بحنق:
-أنا في أيه ولا في أيه … منك لله يا أيهم خلتني أكلم نفسي.. !!
ثم أكملت طريقها وبالها مشغول بعدة أفكار.. اطمأنت علي طفليها ثم جهزتهم استعدادا للاتجاه
بهم إلي المرحاض متجهة إلى غرفة ملابسها محاولة انتقاء إحدى القمصان الطويلة تلك المرة..
لاعنة “ريماس” بصوت خفيض …
أنهى حمامه للتو استمعت إلى باب الحمام يُفتح لتتجه إلى خارج تلك الغرفة ومنها إلى أطفالها حاملة إياهم إلى الحمام..ليعقد حاجبيه قائلا:
-أيه ده إنتي هتعملي أيه !!
رفعت أكتافها تقول بدهشة:
-أيه هحميهم معايا !!
نظر لها بتعجب وقال:
-والمربيه بتعمل أيه !!
أكملت طريقها إلى الداخل وهي تقول:
-دول ولادي أنا مش ولاد المربية !!
ارتفعت ضحكات الصغيرة فجأة حين رأته ومدت يديها الصغيرتين إليه تدعوه برقه وبراءه أن يحملها عن أمها إلى أحضانه.. نظر أيهم أليها ثم التقطها فوق أحد ذراعيه مبتسمها إليها لتطلق ضحكات عالية حين دغدها بذقنه ببشرتها الحليبية الناعمة.. ارتفعت ضحكاته معها ورفع أنامله يداعب وجنتيها وخصلاتها بلطف وحذر.. نظرت إليهم “رنيم” بابتسامة صغيرة عفويه..
لأول مرة تراه هكذا..فرح..يداعب صغيرتها..عفوي للغاية.. ثم عقدت حاجبيها تنهر نفسها.. هل تتفرس به الآن وبخصلاته الحريرية التي تتساقط منها قطرات المياه أعلى بشرته البرونزية وتلك العضلات النافرة من ذراعيه وصدره الذي يضع الصغيرة فوقه من الواضح أنها جُنت بالفعل.. أشاحت بنظراتها عنه وتوردت وجنتيها بشكل ملحوظ لتفيق على صوت صغيرها الآخر حين اطلق ضحكاته يمد يده هو أيضا إليه.. اندهشت فصغيرها “عمر” لا يميل لأحد يفضل أحضانها دوما.. استمعت إلى ضحكات أيهم وهو يقول:
-أنت غيور ولا أيه !!
ثم اقترب منها يرفع عنها الصغير إلي أحضانه وهو يقول بنظرات عابثه:
– شكلهم مش عايزين ياخدوا شاور معاكي !!
ثم اتجه بهم إلى الأريكة يداعبهم لتنطلق ضحكاتهم تنعش الأجواء، نظرت إليه بغضب ثم دلفت إلي المرحاض تصفق الباب غاضبة منه لاعنة إياه بسرهاااا
فتحت الصنبور لتسقط قطرات المياه الباردة فوق جسدها اغمضت عينيها لتعيد بذاكرتها أحداث الصباح جميعها لتبتسم بلا شعور منها ثم فتحت لبنيتيها مندهشة أنه يعاملها كأنه لم يفعل شيء..
حسنا هي خجلت أن تضيف ذلك إلى شروطها.. لأنها تراه يمقتها … عجبا لك أيها الأيهم … هل يحاوطها بالاغطية بالأمس … ليُقبلها بالصباح.. ؟؟!!
أغلقت الصنبور ثم اتسعت عيناهاوخبطت علي جبينها… لقد نست إحضار ملابسهااا … لما يحدث معها ذلك.. لمَ هي مشتتة، مرتبكة إلى تلك الدرجة …؟! أحاطت جسدها بالمنشفة ثم وقفت أمام المرآه تنظر إلى انعكاسها بشرود … وعلي ذكر الارتباك أغمضت عينيها لتعود بذاكرتها منذ أكثر من سنتين
Flash back
خرجت من القسم وتلك اللآلئ تتساقط من لبنيتيها بحزن لما آلت إليه أمورها لينظر إليها “شهاب” بعد أن فتح باب سيارته الخلفي لتركب ثم ركب بجانبها ليبدأ السائق بالقيادة.. وقال بلطف:
-رنيم بلاش عياط أرجوكي.. !!
لم تجيبه بل ارتفعت شهقاتها وزاد نحيبها ليغلق النافذة بينه وبين السائق ثم مد يده يرفع ذقنها إليه وقال:
-طيب بتعيطي ليه دلوقت … الموضوع خلص ومحدش هيقدر يجي جنبك تاني منهم.. !!
أغلقت عينيها تبكي بصمت كاتمة شهقاتها ليقول بهدوء:
-مش إنتي بتعتبريني زي باباكي.. !!
فتحت عيناها تومئ بالإيجاب ليقول بابتسامة لطيفه:
-طيب عشان خاطري كفاية عياط محدش يقدر يلمسك وإنتي معايا يارنيم.. صدقيني محدش هيقدر.. أوعدك !!
نظرت إليه بحزن ثم قالت من بين شهقاتها المرتقعه..:
-أخدوا مني كل حاجة ياشهاب.. ورغم كده ماسابونيش.. والله ماكنت هقتله ولا جيت جنبه !!
ثم سقطت دمعاتها مرة أخرى ليجذبها إلى أحضانه رابتا أعلى خصلاتها برفق يقول:
-أنا مصدقك وجيت مخصوص عشانك ومحدش فيهم هيجي جنبك تاني !! متخافيش !!
لم تجيبه بل ظلت صامته لحظات وغفت بذلك الدفئ الذي استشعرته منه مماجعله يتفقدها بقلق ليكتشف أنها ذهبت بثبات عميق باحضانه الدافئة لتستيقظ على صوته الهادئ يناديها برفق …
فتحت عيناها لتجد نفسها بغرفة واسعة افتُرشَت بأساس عصري بألوان متناسقة للغاية.. اعتدلت بجلستها لتجده يقف بجانب الفراش حاملا صينية الطعام..توردت وجنتيها بخجل تقول:
-هو أنا نمت كتير.. !!
ابتسم لها وقال:
-يعني تقدري تقولي من امبارح وإنتي نايمة.. أنا روحت الشغل وجيت وإنتي لسه نايمة..!!
نظرت له بخجل ثم عقدت حاجبيها فجأه تقول..
-هو أنا فين صح !!
معروف عنه سرعة البديهة بتلك المواقف مما جعله يهتف مسرعا بنبرهه متعلقه:
-متخافيش..أنا مش ببات هنا دي شقتي وأنا وصلتك بليل لحد هنا وسيبتك نايمة ونبهت عليهم محدش يزعجك ومشيت وجيت الصبح اطمنت عليكي ونزلت..وجيت دلوقت عشان إنتي مأكلتيش من امبارح..خوفت أدخل حد غريب عليكي تخافي وتصرخي كعادتك !!
انتشرت الحُمره أعلى وجنتيها وقالت..
-ده وأنا صغيرة دلوقت لا !! آسفة … بس انت عارف اللي مريت بيه !!
ابتسم لها وقال:
-بتعتذري ليه ده حقك.. !! مش هتاكلي ولا أيه !!
نظرت إلى الاالأطعمة الشهية وإلى كوبين العصير ثم إليه وقالت:
-هتاكل معايا كنت فاكرة إنك مش بتاكل زينا كده في السرير.. بابا كان بيقول إنك بتحب النظام جداا..!!
ارتفعت ضحكاته وقال:
-إنتي بتراقبيني ولا أيه !! علي العموم ده أوبشن عشان خاطرك إنتي بس.. عشان تعرفي إنتي غالية عندي قد أيه !!
اتسعت عيناها مع كلمته وقالت:
-لا لا والله مش مراقبة..ده بابا كان بيتكلم عنك في مسألة النظام دي !!
ابتسم لها وقال:
-خلاص ومالك اتخضيتي كده ليه.. وأنا أطول إنك تراقبيني !!
ابتسمت إليه ثم أمسكت ملعقتها لتبدأ بتناول الطعام تحت نظراته الهادئة ليقول بسره وتلك التنهيدات الحاره عاجزه عن الطفو علي سطح لحظاته معها:
-ياريتك تراقبيني يارنيم.. ياريت !!
مرت الأيام على تلك الشاكلة..لتشعر أن وجوده بجانبها كان أكبر تعويض لها عن فقدان والديها إلى ذلك اليوم.. الذي كان يتحدث به بهاتفه لتستمع إليه حين كانت ترتشف المياه بالمطبخ يقول:
-أنا غلطت لما قربتها مني ياسامر.. مكنش ينفع أقرب منها كده !! لا لا هي نايمة دلوقت … أقولها أيه لا طبعا أنا مقدرش أقول كده.. كفايه عليها اللي حصل الفترة اللي فاتت.. دي حطاني مكان أبوها !!
اتسعت عينيها بقلق منه لترتعش متذكرة ما حدث من عمها وابنه وتدور بعقلها الخيالات ليسقط الكوب من يدها صادرا صوت عالي أثناء ارتطامه بالأرض الصلبة وتحطمه..لحظات ووجدته أمامها ينظر بهلع إليها اقترب منها مسرعا يقول بلهفة:
-إنتِ بخير !!
عادت إلى الخلف تنظر إليه بخوف.. لحظات ليستوعب أنها استمعت إلى مكالمته أغمض عينيه يقول بحزن بالغ:
-الموضوع مش زي مانتي فاهمة.. ده المحامي وكان بيقول أن عمك بلغ إنك قاعدة معايا في شقتي.. وده طبعا هيضر سُمعتك وإن الحل إننا نتجوز.. بس أنا كنت بقوله مش هينفع وآآ!!
قاطعته مقتربة منه تقول بخوف:
-أنا موافقة بس متخليهوش يقرب مني عشان خاطري ياشهااب !!
نظر إليها بأعين متسعة ثم قال:
-رنيم إنتي مستوعبة اللي بتقوليه.. ده جواز مش لعب عيال !!
نظرت إليه بابتسامة وارتمت بأحضانه تقول:
-شهاب أنت زي بابا ومش ممكن تضرني.. أنا مطمنة وأنا معاك !!
أحاط جسدها يربت أعلى ظهرها بشرود وحزن كسف له أن يجابه تلك المشاعر المختلطه داخله مع تلك الجميله التي سلمته زمام أمرها ووثقت به دونًا عن الجميع..؟؟!! تنهد مُغلقا عينيه بصمت تام ….
تم عقد القران لتصبح زوجته فقط بابالأوراق لم يتستطع الاقتراب منها.. لم يتحمل أن يرى الخوف مرة أخرى بأعينها.. ساءت حالته بشدة.. وبإحدى الليالي حيث كانت بغرفتها تحاول النوم بعد أن طالت فترة انتظارها له.. استمعت إلى باب الشقة يغلق لتتصنع النوم.. هي على يقين أنه سوف يدخل ليطمئن عليها قبل أن يدلف إلى غرفته.. طالت فترة انتظارها لتهب واقفة تفتح باب غرفتها تنظر إلى الخارج لتجد أنوار غرفته مُضيئة لتدلف إليه عاقدة حاجبيها تقول بقلق
-اتأخرت ليه !!
نظر إليها لبعض الوقت ثم تنهد يقول:
-كان عندي شغل مهم !!
اقتربت منه وهو ينزع قميصه وقالت:
تحب أجهزلك الأكل !!
استدار إليها وهو مستمر بما يفعله ثم قال:
-لا يارنيم اتعشيت برة.. !!
توردت وجنتيها بشده من هيئته لتتلعثم على الفور ثم أمسكت بخصلاتها تزيحها خلف أذنها وقالت بخفوت:
-يعني أروح أنام أنا !!
علت وتيرة أنفاسه مما تفعله به تلك الصغيرة الفاتنة لم يستطع السيطرة على نفسه تلك المرة اقترب منها بهدوء ثم مد ذراعيه يحبسها باحضانه يهمس لها:
-لا متروحيش في حتة !!
ثم هبط بشفتيه مُلتهما شفتيها بنهم واضح.. لتتسع عيناها من فعلته حاولت التملص من بين يديه لكنه حين شعر بها تفعل ذلك همس لها من بين قٌبلاته التي أغرقت وجهها..
-بحبك يارنيم … بعشقك بجنون … مش عارف ولا قادر أسكت ولا أبعد عنك !!
صدم#مها بحديثه لم تعامله علي ذلك الأساس.. بل لم تُفكر هكذا من قبل..شُل تفكيرها لتسمعه يُكمل:
-أنا عارف إني أكبر منك بكتير … عارف إني بظلمك … بس قوليلي أعمل أيه … أنا ممكن ارتكب جرايم عشانك.. شاوري يارنيم وأنا أنفذ اللي إنتي عايزاه !!
لتشعر بتلك الدمعات الساخنة تبلل كتفها الذي تعرى بيديه للتو.. لم تقاومه.. بل شعرت أنها مدينة إليه بما هي عليه الآن.. حاوطت رقبته بهدوء تاركة نفسها له ليسحبها إلى عالمه الخاص ….
Back
فتحت عيناها ثم مسحت دموعها لتقول بحزن وشرود:
-أيه اللي بتهببه ده.. مش كفايه الكوابيس..!!
ثم فتحت الباب وما إن خطت بعض الخطوات إلى الخارج …….