رواية ابنتي اختارت لي زوجا
انا هستاذن واتفضلي ده رقم تليفوني لو حصل حاجه ياريت تتصلي بيا، عن اذنك
اخذت منه الكارت التعريفي وقرأت اسمه واستغربت لكنها لم تعلق وعادت الي ابنتها لتقضي معها بعض الوقت مثل كل يوم لعلها تستجيب له وتستيقظ
********************
عاد حسام الي بيته منهك القوى، شاعرًا بحمل ثقيل جاثم فوق صدره، لا يرحمها أو يهادنه لحظه،
ظل يسأل نفسه ويحملها الذنب، من أن تقضي رودينا نحبها، وتموت امها عليها قهرًا علي فراقها
دلف الي الشقة وتبدلت ملامحه الي ابتسامه مسروقه من بين خلجاته المكبلة بالذنب
جذبته ليلي من وسطهم وقالت لها بحدة:
ارحموا بابا يا اولاد مينفعش تتعبوه وهو لسه جاية من بره محتاج يرتاح
اخذت يده واجلسته علي الأريكة وسألته:
طمني البنت اخبارها ايه في تحسن ولا لسه علي وصعها، والله بقيت خايفه من اليوم اللي تجي تقولي فيه أن الله استرد وديعته
تنهد حسام بقوة وارجع راسه الي الخلف ودمعتي عيناه خۏفا من أن يكون قضاء الله قد أوشك علي تلك الطفلة الوديعه، اخذ نفس عميق شاعرًا بغصه في حلقه لعدم قدرته علي تحمل هذا الذنب طوال حياته أن صابها مكروه،
ظل صامتا يفكر بلا راحه الي ان اقتربت منه طفلته الصغيرة علا وقالت له ببراءة:
بابا هي رودينا لسه تعبانه، علي فكرة جاتلي في الحلم امبارح وقالتلي انها بتحبك اووي وهترجع علشان انت هتبقي باباها
هي بجد هتبقي اختنا وهتجي تعيش معانا لما تخف
كان كلام طفلته الصغيرة كالبلسم الشافي الذي بث في شريايينه الامل من جديد،