ما هي أخوف آية في القرآن الكريم ؟!
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
وأشار آخرون إلى أن أخوف آية هي قوله تعالى في سورة الرحمن: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ﴾.
وورد عن ابن مسعود أن أخوف آية هي: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾، لكن هذا الأثر ضعيف كما سبق.
أما ما يُنقل في العديد من المنتديات عن أن أخوف آية في القرآن الكريم هي قوله تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا﴾ (الفرقان: 23)، يزعمون بأن ذلك يُطبَق على بعض المسلمين الذين.
يأتي يوم القيامة بعض الأشخاص بأعمال طيبة تشبه الجبال في كميتها، مثل الصلاة والصيام والقيام وتلاوة القرآن وغيرها، لكن الله يُبطِل هذه الأعمال ويجعل صاحبها من المفلسين بسبب فقدان الإخلاص.
والرأي الصحيح - والله أعلم - أن هذه الآية لا تنطبق على المسلمين، بل تشمل أهل الكفر والإجرام كما يشير سياق الآيات. فتعالى يقول: "وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا ۗ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا * يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا * وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا..." (الفرقان: 21-23)
في سورة الفرقان (الآيات 21-23)، قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري: "وقدمنا - أي عمدنا إلى ما عمل هؤلاء المجرمين من عمل...". وأوضح الإمام القرطبي: "أي أبطلناه بالكفر...". وتابع العلامة السعدي: "فجعلناه هباء منثورا" يعني باطلا مضمحلا قد خسروه وحرموا أجره وعوقبوا عليه وذلك لفقده الإيمان وصدوره من مكذب لله ورسله. فالعمل الذي يقبله الله هو ما صدر من المؤمن
المخلص المصدق للرسل المتبع لهم فيه".
وذكر بعضهم أن أخوف آية هي قوله تعالى: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ" (آل عمران: 28). ومنهم من قال إنها قوله تعالى:
في سورة المؤمنون (الآية 115)، تقول الآية: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ". وفي تقديري المتواضع، يمكن اعتبار أن أخوف آية في القرآن الكريم هي قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ" (الحج: 1). والله أعلم وأحكم.