ما معنى قول النبي ﷺ وإن خير أكحالكم الإثمد ؟
"تاج العروس" (4/468).
وقال المباركفوري رحمه الله:
يكون في بلاد الحجاز، وأجوده يؤتى به من أصبهان.
"تحفة الأحوذي" (5/365).
وقال ابن القيم رحمه الله:
وأجودُه: السريعُ التفتيتِ الذي لفُتاته بصيصٌ، وداخلُه أملسُ ليس فيه شيء من الأوساخ.
"زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/283).
ثانيًا:
جاء في السنَّة النبوية أحاديث صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم الكحل، وحثَّ على التكحل بالإثمد خاصة ؛ لمزاياه، ومن ذلك:
1. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهماَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ) رواه أبو داود (3878) والنسائي (5113) وابن ماجه (3497)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".
2. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اكْتَحِلُوا بِالإِثْمِدِ فَإِنَّهُ يَجْلُو البَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ) رواه الترمذي (1757)، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".
3. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عَلَيْكُم بِالإِثْمِد فَإِنَّهُ مَنْبَتَةٌ للشَّعْرِ، مَذْهَبَةٌ للقَذَى، مَصْفَاةٌ لِلْبَصَرِ) أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/109، رقم 183) وحسَّنه المنذري والعراقي وابن حجر، انظر "الترغيب والترهيب" (3/89) و"فتح الباري" (10/157).
ومعنى (يجلو البصر) أي: يحسِّن النظر، ويزيد نور العين.
(ويُنبت الشعر) المراد بالشعر هنا: الهدب، وهو الذي ينبت على أشفار العين.
انظر "عون المعبود" (11/75).
وقد نصَّ العلماء على استحباب استخدام الكحل، خاصة الإثمد منه.
قال ابن القيم رحمه الله في فوائد الكحل بعامة:
وفي الكحل: حفظٌ لصحة العين، وتقوية للنور الباصر، وجِلاء لها، وتلطيف للمادة الرديئة، واستخراج لها، مع الزينة في بعض أنواعه، وله عند النوم مزيد فضل ؛ لاشتمالها على الكحل، وسكونها عقيبه عن الحركة المضرة بها، وخدمة الطبيعة لها، وللإثمد من ذلك خاصية.